برنامج مقترح في تنمية قيم ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة وأثره على سلوکه الاستهلاکي

مقدمة ومشکلة الدراسة :

تعتبر مرحلة الطفولة المبکرة هى الفترة التکوينية الحاسمة من حياة الإنسان وذلک لأنها الفترة التى تتشکل فيها ملامح الشخصية التى تتبلور وتظهر فى المراحل العمرية التالية .

کما أن اعداد الطفل فى هذه المرحلة هو إعداد لمواجهة التحديات الحضارية التى تفرضها علينا حتمية التطور، ففى مرحلة الطفولة تنمو قدرات الطفل وتتضح مواهبه ويکون قابلا للتاثير والتوجيه والتشکيل .

وقد أکدت البحوث والدراسات التربوية على خطورة هذه المرحلة العمرية وأهميتها فى بناء الإنسان وتکوين شخصيته وتحديد اتجاهته وسلوکياته فى المستقبل إذ أن الطفل فى هذه المرحلة على استعداد تام لحفظ کل ما يتعلمه من المحيطين به (إکرام حموده ، 2011 ،24) .

کما أکدت الدراسات على أهمية إغناء خبرات الطفل فى سنوات الروضة وتأثير ذلک على ضمان الحصول إلى أطفال ذوى شخصيات سوية متکيفة مع اسرهم ومجتمعاتهم (إينويز ، دوروثى ، 2000 ، 12) .

ويطلق السيکلوجيون على سنوات الطفولة المبکرة تسمية السنوات السحرية والتى تتطلب من التربويون توفير الظروف المناسبة لکى ينعم الأطفال بما يسمى بمکاسب السنوات السحرية (Magic years) وممارسة امتيازتها (يوسف قطامى ، 2008، 18 ) .

ونظرا لتقلص دور الأسرة فى الوقت الحالى فى تربية وتنشئة الأبناء ورعايتهم للعديد من الأسباب لعل أهمها عمل رب الأسرة لفترات إضافية،وکذلک اتساع دائرة عمل المرأة ،مما يترتب عليه عدم وجود وقت کاف لأداء مهام التنشئة کما کانت من قبل وتراجع دور الأسرة عموما فى تربية الطفل وتنشئته، فقد تعاظم دور الروضة فى القيام بتحقيق الأهداف المنشودة من العملية التربوية، والتى تتضمن تنمية المعرفة والميول والمثل والعادات والقيم لدى کل طفل حتى يصل إلى أقصى ما تسمح به امکانياته،ويأتى هذا کله مترافقا بوجوب غرس القيم عند الطفل وتنميتها(Dodley, 2006, 20)

ولما کانت العادات تتکون فى مرحلة الطفولة فإن الاهتمام بمراقبة الطفل وتوجيهه التوجيه السليم من خلال تزويده بالمعلومات والبيانات التى تتناسب مع سنة وامکانياته وتوفير الفرص له للمشارکة فى اتخاذ القرارات أصبحت ضرورة حتمية (إسماعيل الملحم ، 2000، 38) .

فقد أصبح من الضرورى البدء بتعليم الطفل فى هذه المرحلة القيم والعادات والسلوکيات التى تؤمن له حياة کريمة داخل المجتمع ، فالقيم لاتنفصل عن التربية فالعلاقة المتبادلة بينهما تجعل التربية تؤثر على الفرد تأثيرا واضحا فى سلوکياته . (آن برور ، جو ، 2005، 30) 

وقد شهد المجتمع فى الفترة الأخيرة العديد من السلوکيات المستحدثة التى أثرت على کيان المجتمع ، وعلى رأسها السلوکيات الاستهلاکية والتى کانت نتيجة لعوامل خارجية وداخلية تظافرت وتعاونت لکى يکون المستهلک الهدف الأساسى . وخاصة المستهلکين من الأطفال تلک الفئة الأکثر تقبلا للمستحدثات والأکثر تأثرا بالتغيرات التى تحدث فى المجتمع .

ويمثل الاستهلاک وزن کبير من اجمالى الانفاق القومى وميزانية الأسرة ، وله تأثير على کافة المتغيرات الاقتصادية وکذلک يحتل مکانة متميزة فى حفز التنمية التى تنتجها الدول النامية ، لتاثيره على القرارات الاستهلاکية ، سواء الخاصة بالفرد أو المجتمع وثقافته حيث يؤديان دور هام فى تشکيل اتجاه سلوک الفرد الاستهلاکى (ردينه يوسف ، 2007، 28)  

ولهذا يعد ترشيد الاستهلاک من موضوعات الساعة وضرورة قومية من الضرورات التى تأخذ بها الدول المتقدمة والنامية على السواء ، لأنه عنصر من عناصر الاقتصاد القومى .

ولأن السلوک الاستهلاکى شأنه شأن أى مظهر من مظاهر السلوک الإنسانى يتحدد نتيجة التفاعل بين خصائص الفرد ومقوماته الأساسية وبين البيئة المحيطة به وکيفية إدراکه لها ، من خلال خبراته التى تکونت فى مراحل سابقة من طفولته المبکرة ، فهو بذلک محصلة للتفاعل بين الفرد وبيئته وبالنسبة للطفل فإن العادات الخاصة بالسلوک تتکون لديه قبل کل العادات الأخرى بالممارسة والتکرار (أسماء حميده ، 2004، 38)  .

وبناء على ذلک فإن إکساب الطفل قيم ترشيد الاستهلاک يمثل حاجة ملحة فى الوقت الراهن والتى يجب أن يکون للروضة دور کبير فى القيام بها . لذا کان من الضرورة الاهتمام بتقديم برامج لهذه المرحلة تسعى إلى تنمية قيم ترشيد الاستهلاک لدى طفل الروضة .

تساؤلات الدراسة  :

تتحدد مشکلة الدراسة فى التساؤل الرئيسى التالى :

ما أثر برنامج مقترح لتنمية قيم ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة على سلوکه الاستهلاکى؟ ويتفرع هذا التساؤل مجموعة من الأسئلة الفرعية وهى : ـ

1.  ما قيم ترشيد الاستهلاک الواجب توافرها لدى طفل الروضة ؟

2.  ما البرنامج المقترح لتنمية قيم ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة ؟

3.  ما أثر البرنامج المقترح على السلوک الاستهلاکى لطفل الروضة ؟

أهمية الدراسة :

1- ترتبط هذه الدراسة بمرحلة تربوية هامة (مرحلة رياض الأطفال) ففيها تنمو قابليات الفرد وتتشکل صفاته الأولى وتتحدد الأسس الأولية لاتجاهاته وقيمه وخاصة قيم ترشيد الاستهلاک ، وعندما تعزز مبادئ هذه القيم لدى الطفل بشکل سليم فإن ذلک سيعوده على الممارسات والسلوکيات السليمة المرتبطة بتلک القيم.

2- أهمية الدور الذى تقوم به روضات الأطفال فى اعداد طفل الروضة وتعزيز نمو القيم لديه .

3- ضرورة تحديد قيم ترشيد الاستهلاک الملائمة لطفل الروضة .

4- قد تدعم الدراسة الحالية الأنشطة التى تقدمها الروضة لتنمية السلوک الاستهلاکى لدى طفل الروضة .

5- أهمية القيم بشکل عام لما لها من أثر حيوى فى توجيه السلوک الإنسانى والسلوک الاستهلاکى بشکل خاص .

6- مساعدة مخططى مناهج رياض الأطفال فى التعرف على بعض الأساليب اللازمة لتنمية قيم ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة .

7- إثراء المکتبة العربية بمثل هذه البرامج الضرورية لأطفال ما قبل المدرسة .

أهداف الدراسة :

1- تحديد قيم ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة .

2- إعداد برنامج لتنمية قيم ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة .

3- التعرف على أثر البرنامج المقترح على السلوک الاستهلاکى لطفل الروضة .

فروض الدراسة :

1. يوجد فرق دال احصائيا عند مستوى 0.05 بين متوسطى درجات الأطفال مجموعة الدراسة فى التطبيق القبلى والبعدى لبطاقة ملاحظة السلوک الاستهلاکى لطفل الروضة لصالح التطبيق البعدى .

2. توجد علاقة ارتباطية دالة بين متوسطات درجات الأطفال مجموعة الدراسة فى التطبيقين القبلى والبعدى لبطاقة ملاحظة السلوک الاستهلاکى لطفل الروضة لصالح التطبيق البعدى.

حدود الدراسة :

تحددت نتائج الدراسة الحالية بالحدود التالية : ـ

1- اقتصرت الدراسة على مجموعة من أطفال الروضة بمدينة المنصورة ـ محاظفة الدقهلية .

2- اقتصرت الدراسة على قيم ترشيد الاستهلاک التالية (ترشيد استهلاک المياه ـ ترشيد استهلاک الکهرباء ـ ترشيد استهلاک الغذاء ـ ترشيد الانفاق ـ ترشيد استهلاک الورق ـ ترشيد استهلاک الأجهزة الالکترونية والأدوات) .

مصطلحات الدراسة :

• ·  الاستهـــلاک :

تعرفه  (نبيلة خطاب ، 2003، 21) بأنه يعنى لغة الانفاق ، ومن الناحية الاقتصادية يتعلق بالحصول مباشرة على المنتجات واستهلاکها والتصرف فيها بما فى ذلک صنع القرار .

وتعرفه  (نجلاء فاروق ، 2009 ، 32) بأنه (الأنشطة التى يقوم بها الفرد لاستخدام الموارد المتاحة لديه فى مجالات (الغذاء ـ الملبس ـ المسکن ـ الأجهزة والأدوات ـ الکهرباء ـ الماء) بهدف الحصول على أقصى منفعة منها لاشباع احتياجات معينة .

• ·  السلوک الاستهلاکى :

تعرفه (سميرة قنديل وآخرون ، 2010 ، 10) أنه مجموعة الأفعال والتصرفات التى يقوم بها الطفل بهدف حصوله على مختلف السلع والخدمات أو عند استخدمه الموارد المتاحة لديه .

• ·  القيم :

عرفها : ((Gonzalez, 2007, 20 بأنها الأفکار والسلوکيات التى يکتسبها الفرد من خلال المؤثرات التى يتعرض لها ايجابا وسلبا وتؤدى من ثم الى اتجاهاته ومواقفه .

ويعرفها (pertrou , 2008, 8)  بأنها غايات وأهداف ينبغى أن يسعى الإنسان إلى تحقيقها ، کما أنها ليست نتاج العقل وحده بل ترتبط بالأخلاق .

• ·  قيم ترشيد الاستهلاک :

تعرفها (أمال عبد الرحيم ، 2013 ، 28) بأنها القيم المکتسبة من مصادر مختلفة بخصوص حصول کل فرد فى المجتمع على احتياجاته المثلى من السلع والخدمات دون زيادة أو نقصان کل وفق لجنسه وعمره ونوع العمل الذى يؤديه على أن يکون ذلک فى حدود الموارد المتاحة .

• ·  ترشيد الاستهلاک

يقصد به ضبط مستويات الاستهلاک وجعلها متماشية مع قدرات المجتمع وموارده الکلية (سعود الرويلى ، 2007،8) .

التعريف الإجرائى للدراسة الحالية .. القيمة التى تسعى المعلمة من خلالها إلى تعزيز سلوک محاربة الإهدار والإسراف لدى الطفل وحثه على ضرورة التوفير فى استهلاک الموارد الضرورية للحياة اليومية . (کالماء ، الغذاء ، الکهرباء ، وحسن استخدام الأجهزة والأدوات والأوراق والنقود) .

• ·  طفـــل الروضـــة :

هو الطفل فى مرحلة رياض الأطفال من 5 : 6 سنوات تقريبا . ويرتادوا الروضات الحکومية التابعة لوزارة التربية والتعليم .

الإطار النظرى وأدبيات الدراسة :

• ·  القيم في رياض الأطفال :

أن للقيم أهمية کبرى فى حياة الفرد والجماعة ، فالفرد بحاجة إلىمجموعة من المعايير والقوانين التى تنظم سلوکياته مع الأفراد ، وبذلک تعمل القيم کموجهات لسلوک وطاقات الأفراد.

ويعتبر مفهوم القيم من المفاهيم الشائعة فى مختلف العلوم الاجتماعية والإنسانية وقد أکدت دراسة بيرترو (Pertrou, 2008) إن القيم تنتمى إلى عالم واقعى کما أنها غايات وأهداف ينبغى أن يسعى الإنسان إلى تحقيقها ، کما أنها ليست من نتاج العقل وحده بل ترتبط بالأخلاق والدين .

وترى دراسة دانوفيتش (Danovitch, 2007) أن اکتساب القيم من جانب الطفل يعتمد على مدى اتباع رغباته الأساسية مثل (الراحة ـ التغذية ـ الأنشطة ـ التسلية ـ الفهم ـ الحماية والمساعدة)

وبذلک فالقيم لدى طفل الروضة تتکون بشکل تدريجى يبدأ بتقديم الأمثلة له مصحوبة بالسلوک السليم ثم تدعم هذه المفاهيم الخبرات المتنوعة التى يتعرض لها والتفاعل مع محيطه ثم لتصبح هذه القيم بمثابة وعى داخلى يوجه الطفل بصورة طبيعية .

وفى هذا أکدت دراسة (إيمان النقيب ، 2002) أن الحکم الخلقى يتم فى إطار فهم الطفل لبعض قيم المجتمع ومحاولته توجيه سلوکه فى ضوء هذا الفهم .

وتؤکد دراسة ريمان ((Reiman, 2008 على أهمية القيم فى مرحلة رياض الأطفال ، حيث أشارت الدراسة أن القيم لدى الأطفال تعتبر أساسا متينا يضمن انضباطهم وعدم انحرافهم عن القواعد المرسومة .

وبهذا يمکننا أن نوضح معنى القيم فى رياض الأطفال أنها مجموعة المعايير التى تساعد الطفل على أن يتصرف بشکل صحيح فى مواقف معبرة . بالإضافة إلى إنها تمثل مجموعة من القواعد التى توجه سلوک الطفل نحو أهداف مرغوبة فى المجتمع الذى يعيش فيه ، ويمکن من خلال هذه المعايير والقواعد الحکم على تصرف الطفل بأنه صائب أو خاطئ . وذلک بما يتماشى مع نموه المعرفى من جهة وما يقدم له من تربية وتوجيه من قبل الأفراد الذين يشرفون عليه من جهة أخرى .

ولأن القيم الصحيحة کما الخاطئة يصعب تغيرها بعد أن تترسخ لدى الطفل فإنه من الواجب أن تغرس فى نفسه القيم الايجابية لتکون أساسا تبنى عليه القيم التى يتعلمها فى مراحل حياته اللاحقة ، والقيم التى اختصت بها الدراسة الحالية هى قيم ترشيد الاستهلاک التى يتجلى الهدف من دراستها فى تعويد الطفل على ممارسة السلوکيات الترشيدية فى حياته اليومية .

قيم ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة :-

کثيرة هى الدعوات التى رفعت شعار " رشد استهلاکک " فى الآونة الأخيرة وذلک نتيجة الإختلال والعجز الاقتصادى الذى بات يضرب أطناب فى معظم العالم والذى عکس أهمية التنشئة السليمة للأطفال والتى تتضمن إکسابهم القيم المرتبطة بترشيد الاستهلاک .

وقد عرفت دراسة (أمال عبد الرحيم ، 2012، 29) قيم ترشيد الاستهلاک على أنها القيم المکتسبة من مصادر مختلفة بخصوص حصول کل فرد فى المجتمع على احتياجاته المثلى من السلع والخدمات بدون زيادة أو نقصان کلا وفق جنسه وعمره ونوع العمل الذى يؤديه على أن يکون ذلک فى حدود الموارد المتاحة وقد أکدت العديد من الدراسات أن قيم الترشيد قيم يتم اکتسابها فى المراحل الأولى بشکل أفضل فقد أکدت دراسة (فاطمة ربيع وعلوية عبده ، 2006) على تأثير استخدام المسرح فى ترشيد السلوک الشرائى للطفل من خلال مفاهيم (البيع والشراء) .

بينما اشارت دراسة (أسماء محمد حميده ، 2004) إلى تحسين السلوک الإنفاقى للمصروف لدى طلاب المرحلة الإعدادية من خلال البرامج الإرشادية الموجهة لهم .

کما أشارت دراسة (هناء يوسف  ، 2002) إلى تأثير تنمية السلوک الاستهلاکى للطفل على تحمله للمسئولية فيما بعد .

وفى هذا الإطار اشارت دراسة استور ومارى ((Stuer, mary, 2005 على أنه يمکن استخدام العديد من الاستيراتيجيات لتعليم قيم الترشيد فى الإنفاق من خلال اشراک الأطفال فى أنشطة تمثيل الدور بما يساعدهم على معرفة أهمية ترشيد الإنفاق بإعتباره أحد جوانب ترشيد الإستهلاک فى الموازين المالية .

کما أشارت دراسة دافيد ولوسى (David , Lucy , 2009)  على أن قيم ترشيد الاستهلاک التى يتم تنميتها لدى الأطفال تُربيه على المحافظة على الممتلکات الخاصة والعامة وعلى الأمانة وکذلک حب العمل وتحمل المسئولية ومساعدة المحتاجين .

کذلک أکدت دراسة رودر وجون (Roedder , John, 2012) على أن تنشئة الأطفال الاجتماعية وتسلسل نمو معارفهم عن المنتجات والقيم الاستهلاکية لها دورا أساسيا فى نمو الأطفال کمستهلکين بالإضافة إلى تأثيرهم بالأقران فى أنماط سلوکهم الاستهلاکى والقرارات الشرائية ، مما يؤکد على أهمية الاهتمام بمرحلة الطفولة وأهمية تقديم برامج تساعد فى تنمية معارفهم بأهمية الترشيد فى الاستهلاک .

جوانب ترشيد الإستهلاک لطفل الروضة :-

يشتمل ترشيد الإستهلاک جوانبا عديدة اختارت الباحثة أهمها والذى يتناسب مع طفل الروضة فى ضوء الدراسات والبحوث فى مجال الطفولة .

1-ترشيد استهلاک الماء :-

إن الماء هو عصب الحياة وإهداره يعنى جرف کميات کبيرة يمکن استغلالها فى أوجه تنموية أخرى وقد تجلت أهمية الموارد المائية على مرور الزمن بتمرکز الحضارات الإنسانية على طول مجرى الأنهار دائمة الجريان ولکن هناک عجز مائى يتمثل فى إختلال التوازن بين الموارد المتاحة والطلب عليها . وهذا ما أکدت عليه العديد من الدراسات .فقد أشارت دراسة (محمد شرف ، 2001) إلى أنه يجب العمل على التخفيف من الهدر لمصادر المياه . کذلک أکدت دراسة (نادية عقباوى ، 2007) على أهمية تنمية الوعى الاستهلاکى للمياه من خلال برنامج ارشادى لتنمية الوعى الإستهلاکى للمياه للمرأة السعودية .کما قامت دراسة (إيزيس رضوان ، 2005) ببناء برنامج قائم على الأنشطة اللاصقية فى العلوم لتلاميذ مرحلة التعليم الأساسى والتعرف على مطالبه فى ترشيد استهلاک المياه واشتمل البرنامج على خطورة الإسراف فى المياه وحلول مقترحة .

ومن أوجه ترشيد استهلاک المياه فى ضوء ما أشارت إليه الدراسات والبحوث .

التأکد من اغلاق الصنابير ـ عدم ترک الصنبور مفتوحا فى أثناء غسيل الأيدى وتنظيف الأسنان عدم استخدام خراطيم المياه عند غسل السيارات وتنظيف الأرضيات والممرات غسل الفواکه والخضروات فى إناء مملوء بالماء بدلا من غسلها تحت الصنبور .

2-ترشيد استهلاک الغذاء :-

إن ترشيد استهلاک الغذاء هو محاولة الحد من الإستهلاک والاستخدام الأمثل للمواد الغذائية لتحقيق أفضل استفادة ممکنة وعدم الإسراف فى استخدام وتقليل الفاقد منها بقدر المستطاع وحصول کل فرد على احتياجاته الغذائية .وقد أوصت اليونسکو بأهمية نشر الوعى الغذائى وتضمينه فى جميع مراحل التعليم کأحد الحلول العلمية لمشکلات التغذية . وإذا کنا جميعا على يقين أن الأطفال هم المستقبل وأن سلاح العلم هو ما يجب أن نسلحهم به فمن الضرورى علينا تثقيف الطفل غذائيا من حيث أهمية الغذاء وأساليب ترشيد استهلاک الغذاء وقد تعددت الدراسات التى أهتمت بهذا الجانب .

فقد قامت دراسة (ناهد شعبان ، 2008) باعداد برنامج للثقافة الغذائية من خلال مسرح العرائس .. وأکدت الدراسة على أهمية تقديم الثقافة الغذائية لطفل الروضة . کما قامت المجلة الصحية للأطفال (Healthy K.I.D.S. news letter , 2003) والتى تصدرها هيئة الرعاية الصحية للطفل بتقديم اعداد خاصة من المجلة عن الغذاء ومعلومات عن العادات الغذائية السيئة منها تناول الطعام بکثرة کما قدمت المجلة معلومات عن ترشيد استهلاک الغذاء .

أيضا صدرت موسوعة التربية الغذائية لطفل المدرسة الابتدائية  (Nutrition Education
 (primary schools , 2005  مکونة من جزأين تتناول الغذاء ومصادره وأهميته وترشيد استهلاک الغذاء والعادات الغذائية السيئة وکيف نحافظ عليه وعلى سلامته .

مما سبق يتضع الدور الذى يمکن أن تقدمه برامج الروضة للمساهمة فى تنمية قيم ترشيد الاستهلاک الغذائى للطفل وهو ما يؤکد على أهمية الدراسة الحالية .

ويمکن تحديد أوجه ترشيد استهلاک الغذاء من خلال: التعرف على مصادره وأهميته وأنواعه والإجراءات اللازمة للحفاظ عليه سليما .

3-ترشيد استهلاک الکهرباء :-

إن للکهرباء أهمية فى حياة الأفراد ونهضة المجتمعات لأنها تمثل قطاعا من أهم قطاعات الخدمات باعتبارها مصدر من أهم مصادر الإنتاج والتنمية ويقصد بترشيد استهلاک الکهرباء الاستخدام الأمثل لموارد الطاقة الکهربية المتوفرة واللازمة لتشغيل الأجهزة والأدوات والمنشآت دون المساس بکفائة الأجهزة والمعدات المستخدمة ويهدف ترشيد استهلاک الکهرباء إلى تخفيض قيمة فاتورة الاستهلاک والمشارکة الفعالة مع شرکة الکهرباء لاستمرار الخدمة الکهربائية بکفاءة عن طريق تخفيض الأحمال الزائدة . وقد أکدت الدراسات أن الکهرباء مثلها مثل المياه فى الحياة اليومية ولا نستطيع التخلى عنها حيث أن انقطاع الکهرباء لمدة معينة يسبب بلبلة لا يستهان بها فى مسرح الحياة اليومية (أحمد المصرى ، 2008) .

ومن أوجه ترشيد استهلاک الکهرباء ..

إطفاء المصابيح التى لا نحتاج إليها فى أثناء النهار عدم الإسراف فى استخدام المکيفات . الاستفادة من الطاقة الشمسية اختيار أجهزة الإضاءة المناسبة ذات الکفاءة العالية والاستهلاک الأقل عدم وضع الاشياء الساخنة فى الثلاجة .

4-ترشيد استهلاک الأجهزة والأدوات الإلکترونية ..

لا أحد ينکر قيمة الأجهزة الإلکترونية الحديثة ، وما لها من فوائد فى کثير من المجالات على المستوى الشخصى وعلى المستوى العام إلا أن التعرض اليومى للأجهزة الإلکترونية الکهربية مثل الهواتف المحمولة والحاسوب ـ التليفزيون وغيرها تفقد الإنسان تدريجيا المهارات الأساسية فى التعامل الإجتماعى مع الناس ولذلک وجب ترشيد استخدام هذه الأجهزة نظرا لخطورتها لذلک.

 فمن أوجه ترشيد استهلاک الأجهزة والأدوات الإلکترونية : ألا يستعمل الإنسان الآله الإلکترونية إلا فى وقت الحاجة إليها فلا يستخدمها فى غير منفعة ولا يسرف فى استعمالها وأيضا يجب إطفاء الأجهزة فى غير وقت استعمالها حتى لا يستهلک الجهاز الطاقة بلا فائدة ـ عدم الإسراف فى المکالمات الهاتفية لأنها تضيع الوقت والمال وإهداء لعمر الإنسان فيما لا ينفع .

5-ترشيد استهلاک الورق

لأن الورق لا يمکن الاستغناء عنه فإن الترشيد فى استخدامه يعنى ضمان وجوده لفترة أطول .

وقد شاب سلعة الورق تقلب للأسعار وندرة مواردها الطبيعية لذى من الضرورى ترشيد استخدامها لتبقى فى حوزة الطالبين لها ويجب الترشيد فى استخدام الورق وذلک من منطلق أنه يمثل إهدارا اقتصاديا وبيئيا يمکن تلافى أثره السئ . کما أشار (المرسى ، 2002) أن الإسراف فى استخدام الورق هو حکم بالإعدام على بعض أنواع الأشجار وکل حکم بالإعدام على شجرة معناه حرمان من استنشاق الهواء النقى فى بقعة من بقاع الأرض التى تعيش فيها

ومن جوانب ترشيد استهلاک الورق: عدم شراء الجرائد الورقية وقراءة الأخبار الکترونيا التسويق على الورقة بالقلم الرصاص ومحوه وإعادة استخدام الورق القديم وتوخى الدقة عن تنسيق الملفات على أجهزة الحاسوب لعدم طباعة الأوراق أکثر من مره استخدام الأوراق القديمة من وجهها القائم فى عمل المسودات استخدام المراسلات الالکترونية بدلا من الورقية فى المصالح الحکومية
( www. طارق.net) عدم ترک الصفحات فارغه فى الدفاتر .

6-ترشيد الإنفاق

إن الحياة اليومية تتطلب من الفرد الإنفاق فى کل يوم أن لم يکن ذلک عدة مرات فى اليوم الواحد ويشهد العالم ارتفاعا عالميا للأسعار .

ويقصد بترشيد الإنفاق استخدام أقل نفقة ممکنة لأداء نفس الخدمة من خلال حسن التدبير وعدم الإسراف والتبذير . والسعى إلى تحقيق أکبر عائد بأقل تکلفة ممکنة (خالد المهايتى ، 2010 ، 38) .

ومن أوجه ترشيد الإنفاق المحافظة على الممتلکات العامة والخاصة . المحافظة على الحاجات المادية للآخرين التعرف على أضرار إهدار المال . المشارکة فى مساعدة المحتاجين لإدراک احتياجات الآخرين المحافظة على الکتب المدرسية ليستفيد منها آخرين ( لونولتى ، دوروثي ، 2005) 

منهج الدراسة :

استخدمت الباحثتان المنهج شبه التجريبى لمعرفة أثر البرنامج المقترح لتنمية قيم ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة على سلوکه الاستهلاکى باستخدام بطاقة ملاحظ السلوک الاستهلاکى اعتمادا على التصميم المنتمى إلى اختيار المجموعة الواحده يقدم لها البرنامج المقترح ونستخدم القياس القبلى والبعدى للتعرف على التغير فى السلوک .

التصميم التجريبي للدراسة :

لاختبار فروض الدراسة اعتمدت الباحثتان تصميم المجموعة الواحدة لسهولة متابعة الأطفال وملاحظة سلوکهم من خلال بطاقة الملاحظة والتى يحتاج تطبيقها إلى متابعة مستمرة للطفل على فترات متقطعة .

وتطبيق بطاقة الملاحظة تطبيق قبلى وبعدى على عينه الدراسة .

مجموعة الدراســــة :

تکونت مجموعة الدراسة من عدد (20) طفل وطفلة من الروضات التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية .

أدوات الدراسة :

تتکون أدوات الدراسة من :

1- قائمة قيم ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة   (إعداد الباحثة)

2- البرنامج المقترح لتنمية قيم ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة (إعداد الباحثة)

3- بطاقة ملاحظة السلوک الاستهلاکي لطفل الروضة (إعداد الباحثة)

إجراءات الدراســــة :

تتحدد إجراءات الدراسة في إعداد أدواتها وفيما يلي عرض لهذه الإجراءات

أولا : إعداد استبيان لتحديد قائمة قيم ترشيد الاستهلاک الملائمة لطفل الروضة وذلک للإجابة على التساؤل الأول للدراسة

1.   الإطلاع على بعض المراجع والدراسات العربية والأجنبية التي اهتمت بإلقاء الضوء على بعض القيم المرتبطة بترشيد الاستهلاک .

2.   الإطلاع على بعض المراجع والدراسات التى اهتمت بتناول خصائص طفل الروضة .

3.   استخلاص بعض قيم ترشيد الاستهلاک الملائمة لطفل الروضة .

4.   تم تضمين تلک القيم فى استبيان بهدف تحديد مدى ملاءمة وأهمية هذه القيمة من وجهة نظر أولياء الأمور والخبراء (الموجهين) والمعلمات .

حيث تم تقسيم الاستبيان إلى مجموعة أبعاد تمثل قيم ترشيد الاستهلاک يندرج تحتها مجموعة من السلوکيات مکتوبة على شکل عبارة سلوکية ، وأمام کل عبارة مقياس ثلاثى للتقدير (هام ـ متوسط الأهمية ـ قليل الأهمية) .

واشتمل الاستبيان على 6 قيم رئيسية ويتبع کل قيمة مجموعة من السلوکيات بلغ عددها الکلى بالقائمة (35) سلوکا .. ويتضح ذلک من الجدول رقم (1)

جدول رقم (1)

قيم ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة

وتعطى درجة لکل عبارة هام (3) ، متوسط (2) قليل (1)

5. تم تطبيق الاستبيان على عينة تتضمن عددا من الخبراء وموجهات (رياض الأطفال والاقتصاد المنزلى) ومعلمات الروضة وأولياء الأمور وذلک بإعطاء کل منهم صورة من الاستبيان .

تم توزيع 30 استبيان وزعت کالتالى

جدول رقم (2)

عدد الاستبيانات الموزعة على أفراد العينة الذين طبق عليهم الاستبيان

نتائج الاستبيان :-

الجدول رقم (3) يوضح ما أسفرت عنه نتائج تطبيق الاستبيان من خلال الأهمية النسبية لقيم ترشيد الاستهلاک الواردة بالاستبيان .

جدول رقم 3

الأهمية النسبية لقيم ترشيد الاستهلاک الواردة بالاستبيان

من استعراض الجدول السابق يتضح ما يلى :-

1.   أعلى نسبة أهمية لقيم ترشيد الاستهلاک الواردة بالاستبيان بلغت 100% .

2.   أقل نسبة بلغت 80% وهى نسبة مقبولة للإتفاق على بنود الاستبيان .

لذا ترى الباحثتان أن کل القيم المرتبطة بترشيد الاستهلاک قيم ذات أهمية ولذلک سوف تؤخذ فى الاعتبار عند تصميم البرنامج المقترح لتنمية قيم ترشيد الاستهلاک وبذلک وضعت الباحثتان قائمة بقيم ترشيد الاستهلاک الملائمة لطفل الروضة فى شکلها النهائى للاستفادة منها فى اعداد جلسات البرنامج ([1])

ثانيا : اعداد البرنامج المقترح :-

للإجابة عن التساؤل الثانى للدراسة قامت الباحثتان بإعداد برنامج لتنمية قيم ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة .

الأسس التي بني عليها البرنامج :-

1.   أن الطفل يولد ولديه قابليه للتعلم .

2.   بناء الطفل لذاته يلازمه بناء تصوره للبنية المحيطة به .

3.   تتأثر قيم الطفل وسلوکياته بالخبرات الحسية التى تتاح له .

أهداف البرنامج المقترح :-

الهدف الرئيسى للبرنامج المقترح هو تنمية قيم ترشيد الاستهلاک لدى طفل الروضة . من خلال توظيف طاقتهم واستغلال امکانياتهم فى المشارکة الفعلية فى الأنشطة داخل الروضة من خلال البرنامج بما يتناسب مع قدراتهم واستعداداتهم . ويتفرع من هذا الهدف الرئيسى مجموعة أهداف فرعية وهى :-

1.  تنمية قيمة ترشيد استهلاک المياه .

2.  تنمية قيمة ترشيد استهلاک الکهرباء .

3.  تنمية قيمة ترشيد استهلاک الغذاء .

4.  تنمية قيمة ترشيد استهلاک الأجهزة الالکترونية والأدوات .

5.  تنمية قيمة ترشيد استهلاک الورق .

6.  تنمية ترشيد الانفاق .

کما اشتمل البرنامج على مجموعة من الأهداف السلوکية المرتبطة بکل هدف عام من الأهداف السابقة سوف يتم عرضها مع محتوى البرنامج .

لتحقيق أهداف البرنامج المقترح راعت الباحثتان ما يلى :-

1. مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال فى قدراتهم واستعدادتهم وممارستهم التطبيقية للتعلم ومراعاة نضج الأطفال الفسيولوجى عند قيامهم بالأداء المطلوب منهم .

2.  إشاعة جو من الحب والأمان والتفاهم بين الأطفال ومعاملتهم بأسلوب تربوى .

3.  الحرص على اشتراک الأطفال فى الأنشطة الجماعية بالبرنامج .

4.  تحرير خيال الأطفال بتهيئة الفرص لسماع القصص التى تثير خيالهم مما يساعدهم على التکيف مع الواقع .

5.  اتاحة الفرصة للإجابة عن تساؤلات الأطفال واستفساراتهم .

6.  تقويم أداء الأطفال من وقت لآخر لتدعيم الاستجابات الصحيحة والاستفادة من الأخطاء .

محتوى البرنامج :-

يتم عرض البرنامج فى صوره دليل للمعلمة .

1.   تم تحديد محتوى دليل البرنامج فى ضوء قائمة القيم الخاصة بترشيد الاستهلاک والتى تم إعدادها فى ضوء نتائج الاستبيان .

2. تم تقسيم دليل البرنامج إلى عدد الوحدات مرتبطة بقيم ترشيد الاستهلاک تحتوى کل وحده على الأهداف الخاصة أو الإجرائية المرتبطة بموضوع الوحدة .

3.   يحتوى دليل البرنامج على الأنشطة والأساليب التطبيقية المقترحة للبرنامج

4.   يحتوى الدليل على عرض لأساليب التقويم الملائمة لموضوع البرنامج .

عرض دليل البرنامج على المحکمين :-

تم عرض دليل البرنامج على المحکمين من ذوى الخبرة فى مجال رياض الأطفال وذلک للتعرف على مدى ارتباط المحتوى بالهدف العام للبرنامج . وإجراء التعديلات وفق أراء المحکمين وأصبح دليل البرنامج المقترح معدا فى صورته النهائية صالحا للإستخدام *  .

ثالثا : إعداد بطاقة ملاحظة السلوک الاستهلاکي لطفل الروضة :

تعد الملاحظة أداة أساسية يمکن من خلالها التعرف على الجدوى الفعلية لأى برنامج دراسى . حيث يتبين مدى تحقيق أهداف البرنامج . فالملاحظة هى نوع من القياس ووسيلة أساسية له فى آن واحد .

بناء بطاقة الملاحظة :-

تم بناء بطاقة الملاحظة بناءً على السلوکيات التى تم تقديمها من خلال دليل البرنامج . وقد احتوت البطاقة على عدد (38) عبارة ترتبط کل مجموعة عبارات بأحد أبعاد البطاقة .

راعت الباحثتان فى إعداد بطاقة الملاحظة :-

1.   تحديد قيم ترشيد الاستهلاک المراد ملاحظتها .

2.   تحليل کل قيمة إلى عدد من مظاهر السلوک المراد قياسها .

3.   أن تصف عبارات البطاقة أداءات يمکن التحقق منها .

4.   ألا تحتوى العبارات على أدوات نفى بقدر المستطاع

5.   أن تکون العبارات واضحة وقصيرة .

بعد أن تمت صياغة عبارات البطاقة تم تحديد أسلوب تسجيل الملاحظة من خلال 3 مستويات تقدير دائما – أحيانا – أبدا وتعطى 3 درجات فى حالة اختيار دائما ودرجتان فى حالة اختيار أحيانا ودرجة واحده فى حالة اختيار ابدا .

ضبط بطاقة الملاحظة : تم ضبط بطاقة الملاحظة من خلال حساب صدق وثبات البطاقة .

أ-صدق البطاقة :

للتأکد من صدق البطاقة تم عرضها على مجموعة من المحکمين وتم إجراء التعديلات على البطاقة بناء على أراء المحکمين وتمثلت التعديلات فيما يلى :-

1.  إعادة صياغة وتعديل بعض المفردات .

2.  إلغاء وتعديل بعض العبارات .

3.  حذف بعض المفردات المکررة .

ب-ثبات البطاقة :-

استخدمت الباحثتان طريقة حساب نسبة الاتفاق للملاحظين فى حساب ثبات بطاقة الملاحظة .

ويتطلب استخدام هذه الطريقة أکثر من ملاحظ (اثنين عادة) لملاحظة السلوک المراد قياسه .

ولحساب ثبات البطاقة قامت الباحثتان بتطبيق البطاقة على عدد 10 أطفال من إحدى الروضات عينه البحث . وذلک بالاستعانة بالمعلمات بتلک الروضات للمشارکة فى عملية الملاحظة . حيث تصبح الملاحظة مزدوجة لکل طفل بهدف حساب ثبات البطاقة ( وتم الاتفاق على ملاحظة بعض بنود البطاقة التى يمکن للمعلمه ملاحظتها)

واستخدمت الباحثتان معادلة کوبر coper  لحساب نسبة ثبات الملاحظة من خلال عدد مرات الاتفاق والاختلاف بين القائمين بالملاحظة .

وتتضح هذه المعادلة فيما يلى ..

 وقد أشارت الدراسات إلى أنه إذا کانت نسبة أداة الملاحظة وإذا کانت نسبة الاتفاق ( 85% ) فأکثر فهذا يدل على ارتفاع ثبات أداة الملاحظة ويبين الجدول رقم (4) نسبة الاتفاق بين الملاحظين فى تقدير درجات سلوکيات ترشيد الاستهلاک لطفل الروضة .

الجدول رقم (4)

حساب نسبة الاتفاق بين الملاحظين فى ملاحظة السلوک الاستهلاکى لطفل الروضة

ويتضح من الجدول السابق ثبات بطاقة الملاحظة حيث کانت نسبة الاتفاق مقبولة بين الملاحظين .

وبذلک أصبحت البطاقة صالحة للاستخدام في تجربة الدراسة الميدانية *

رابعا : تنفيذ تجربة الدراسة :-

للإجابة على السؤال الثالث للدراسة للتعرف على أثر البرنامج المقترح على السلوک الاستهلاکى لطفل الروضة قامت الباحثتان باتباع الخطوات التالية :

1-التطبيق القبلى لبطاقة الملاحظة :-

تم تطبيق بطاقة الملاحظة على عينه الدراسة من أطفال الروضة وذلک قبل تنفيذ البرنامج المقترح عليهم وذلک بالاستعانة بأمهات الأطفال لمتابعة أطفالهم لمدة أسبوع قبل التطبيق وتسجيل الملاحظات ببطاقة الملاحظة

2-تطبيق البرنامج المقترح :-

بدأ تطبيق البرنامج المقترح للمجموعة عينه الدراسة المکونة من (20) من أطفال الروضة فى الفصل الدراسى الأول 2013/2014 وذلک لمدة 5 أسابيع بواقع 2 جلسة أسبوعيا جلسة (10 جلسات) زمن الجلسة (2 ساعة) وقد اعتمد التطبيق على مجموعة من الأساليب وطرق التدريس الملائمة بطفل الروضة .

3-التطبيق البعدى لبطاقة الملاحظة :-

تم التطبيق البعدى لبطاقة الملاحظة بعد الانتهاء من تطبيق البرنامج المقترح بنفس الطريقة السابقة ومعالجة النتائج وتحليلها إحصائيا.

خامسا : نتائج الدراسة

1-لاختبار صحة الفرض الأول للدراسة والذى ينص على : ـ

(يوجد فرق دال احصائيا عند مستوى 0.05 بين متوسطى درجات الأطفال مجموعة الدراسة فى التطبيق القبلى والبعدى لبطاقة ملاحظة السلوک الاستهلاکى لطفل الروضة لصالح التطبيق البعدى).

استخدمت الباحثتان اختبار (T-Test) للمجموعات المرتبطة لمعالجة نتائج التطبيق القبلى والبعدى لبطاقة الملاحظة وتتضح نتائج کما فى الجدول رقم (5) .

الجدول رقم (5)

الفروق بين متوسطات درجات الأطفال مجموعة الدراسة فى التطبيق القبلى والبعدى

لبطاقة ملاحظة السلوک الاستهلاکى

يتضح من جدول (5) أن متوسط فروق درجات الأطفال فى التطبيق القبلى والبعدى لسلوکيات ترشيد استهلاک المياه (21.3) ومجموع انحرافات الفروق عند متوسط تلک الفروق (468.2) ، کما يتضح أن قيمة (ت) المحسوبة للفرق بين المتوسطين (19.89) وهى أکبر من قمية (ت) الجدولية (2.09) وبذلک تکون (ت) المحسوبة دالة احصائيا .

أى أن هناک فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى دلالة 0.05 بين متوسطى درجات الأطفال فى التطبيقين القبلى والبعدى .

وبالنظر إلى باقى ابعاد القياس ببطاقة الملاحظة يظهر من الجدول أن قيمة (ت) المحسوبة فى کل بعد والدرجة الکلية أکبر من قيمة (ت) الجدولية کما يتضح من الجدول وبذلک يتحقق فرض الدراسة الأول " فى أن هناک فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى دلالة 0.05 بين متوسطى درجات الأطفال فى التطبيقين القبلى والبعدى ".

2-لاختبار صحة الفرض الثانى للدراسة والذى ينص على : ـ

" توجد علاقة ارتباطية دالة بين متوسطات درجات الأطفال مجموعة الدراسة فى التطبيقين القبلى والبعدى لبطاقة ملاحظة السلوک الاستهلاکى لطفل الروضة لصالح التطبيق البعدى ".

تم حساب المتوسط الحسابى لکل بعد من ابعاد بطاقة الملاحظة فى التطبيق القبلى والبعدى کما يتضح من الجدول رقم (6)

جدول رقم (6)

العلاقة بين متوسط درجات الأطفال مجموعة الدراسة فى التطبيق القبلى والبعدى على بطاقة ملاحظة السلوک الاستهلاکى

يتضح من الجدول وجود علاقة دالة بين متوسط درجات الأطفال مجموعة الدراسة فى التطبيقين القبلى والبعدى على بطاقة ملاحظة السلوک الاستهلاکى .

ويمکن تمثيلها بيانا کما هو موضح بالشکل رقم (1)

شکل رقم (1)

الفرق بين متوسط درجات الأطفال فى التطبيق القبلى والبعدى

لبطاقة ملاحظة السلوک الاستهلاکى لطفل الروضة

ويتضح من الجدول رقم (6) والشکل رقم (1) وجود علاقة ارتباطية دالة بين متوسطات درجات الأطفال فى التطبيق القبلى والبعدى لبطاقة ملاحظة السلوک الاستهلاکى لطفل الروضة ، وهو ما يتفق مع الفرض الثانى للدراسة .

تفسير النتائج

تؤکد النتائج السابقة صحة فروض الدراسة حيث توجد فروق دالة احصائية عند مستوى 0.5 بين متوسطات درجات أطفال العينة فى التطبيقين القبلى والبعدى لصالح التطبيق البعدى .

کما توجد علاقة ارتباطية بين متوسطات درجات أطفال العينة فى التطبيق القبلى والبعدى لبطاقة الملاحظة

وهذه دلالة على الأثر الواضح للبرنامج على أطفال المجموعة التجريبية ، حيث أن البرنامج أتاح فرصة للأطفال لاکساب سلوکيات ايجابية فى التعامل مع الموارد المتاحة لهم ، والتعرف على السلوکيات الصواب والخطأ والقدرة على اتخاذ القرار الصحيح فى اختيار السلوک القويم .

کما تشير هذه النتائج إلى تأثر الأطفال بالبرنامج الذى ساهم فى تنمية قيم ترشيد الاستهلاک لديهم عن طريق تدعيمه بالأنشطة المتنوعة التى تفاعل معها الأطفال . وتشير هذه النتائج إلى أن الروضة بصورتها الحالية باعتبارها المؤسسة الثانية لتنشئة الطفل بعد الأسرة تحتاج إلى دعمها بالبرامج التربوية لتستطيع أن تقوم بدورها فى تربية النشئ .

توصيات الدراسة :

توصى الدراسة الحالية بما يلى  :

1. توفير الخبرات المتنوعة للأطفال من خلال مجتمع الروضة وتزويد الأطفال بالأنشطة التى تکسبهم العادات والسلوکيات السليمة .

2. تطوير أهداف برامج رياض الأطفال ، ومحتواها بما يتماشى وأهداف مرحلة الروضة .

3. إعادة النظر فى برامج رياض الأطفال وفقا للاحتياجات المجتمعية الحالية مما يترتب عليه ارتباط الطفل بمجتمعه وبالحياة الواقعية .

مقترحات الدراسة :

1.  عمل دراسات تتبعية للدراسة الحالية فى السنوات التالية لحياة الطفل

2.  إجراء دراسات مماثلة فى مراحل تعليمية أعلى

3.  إعداد برامج تربوية تعين معلمة الروضة على أداء دورها فى تنمية القيم لدى أطفال الروضة بأنوعها المختلفة .