الفنون والحرف الشعبية کمدخل لإثراء مناهج الفن والتربية الفنية في ضوء إستراتيجية التطوير

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم التربية الفنية کلية التربية الأساسية دولة الکويت


مقدمة:

کانت الکويت دائما سباقة إلى الأخذ بأسباب التقدم حيث يعتبر مسار التنمية البشرية من أهم تلک المسارات الواعدة التى تتبناها الدولة من أجل تحقيق الرفاهية وتطوير وسائل ومستلزمات الإنتاج، کذلک توفير خدمات أفضل تلبى احتياجات کلاً من الفرد والمجتمع، وفقاً للإمکانات المادية والبشرية المتاحة. ومن اجل تفعيل تلک التنمية البشرية أقامت الهيئة العامة للتعليم التطبيقى والتدريب العديد من المؤتمرات والندوات والمعارض العلمية والفنية فى إطار خطة شاملة تهدف إلى تطوير مناهج ومخرجات الکلية، بحيث تجمع بين المفاهيم العلمية ودورها فى تنمية البشر وبين الاهتمام بدراسة التراث الفنى والمورث الثقافى للشعب لتأصيل الهوية الثقافية وترسيخها لدى البشر حتى يکون هناک ارتباط حضارى وثقافى وفنى بالبيئة الکويتية، من حيث تعريف الفرد بتراثه وموروثة الثقافى والشعبى وذلک بدافع تفعيل والتأکيد على جذور تلک الثقافات وترسيخها لدى دارس الفن والتربية الفنية  بوجه خاص. لأن الفن هو انعکاس ومرآة الحاضر، حيث نستطيع من خلاله أن نؤکد على دور وأهمية ذلک المجال فى ربط المجتمع بثقافته وجذوره التاريخية، والمزج بين الأصالة والتجديد فى مجال الفنون التشکيلية وقد لاحظ الباحث أن مناهج التربية الفنية هى من أهم تلک المواد التى يمکن من خلالها ترسيخ مفاهيم الموروث الشعبى والثقافى من حرف وفنون شعبية، وربطها بالفکر المعاصر، من خلال تقديم رؤية تجمع بين مفهوم المعاصرة فى الفن، وربطه بثقافة المجتمع وتقاليده وعاداته وحرفه الشعبية القديمة کجذور حضارية، لا يمکن إغفالها مهما تقدمنا علمياً وثقافية لأنها التاريخ والماضى الذى قدمه لنا الأجداد من أجل النهوض والتقدم مستقبلاً على الرغم من بساطتها الآن واندثار بعض منها لظهور تکنولوجيا الخامات والأدوات والمعالجات الفنية لما لها  من أساليب وطرق متطورة الآن، إلا أننا لازلنا سوف نذکر تلک الفنون والحرف الشعبية کموروث ثقافى مکون لشخصية الإنسان، لا يستطيع مع مرور الزمن والتقدم التکنولوجى، أن يقلل من أهميتها، وهذا ما تؤکده وتزخر به متاحف دولة الکويت من مخرجات التراث الفنى والشعبى الکويتى على مر السنين.

فکان لزاماً علينا کباحثين ومعلمين لإعداد الأجيال القادمة أن نبنى مناهج إعداد معلمى التربية الفنية وفق معايير خاصة ترتبط بتعليم أحدث ما وصلت إليه تکنولوجيا المعلومات والمهارات الفنية، وکيفية الاستفادة بها فى تقديم رؤية معاصرة للفن الکويتى يندمج تحتها ربط الأصالة التراثية بالمعاصرة، وما تشتمل عليه من علوم حديثة فى مجالات تعليم الفنون.

ومنذ زمن طويل تأکد للباحثين والمفکرين أهمية ودور التربية الفنية کمادة محورية تسعى إلى تکوين شخصية الفرد وتنمية قدراته وملکاته الإبداعية والمساهمة فى إعداد اجيال تتمتع بالصحة النفسية  والقدرة على التفکير الابتکارى. فالتربية الفنية تقوم على کل من العلم والفن اللذان يمثلان رکنى الحضارة والتقدم فى هذا العصر وأنه لا غنى لأحدهما عن الآخر لإيجاد التوازن النفسى والوجدانى لإنسان هذا العصر، الذى کثيرا ما يواجه ضغوطاً نفسية، نتيجة لما يسود العالم من مشکلات تتمثل فى الغزو الثقافى، وصراعات أيدلوجية وعسکرية... الخ ولقد کانت هذه الأسباب وغيرها وراء هذا البحث الذى يدعو إلى إيجاد مخرجات طلابية متميزة تستطيع مسايرة العصر مع عدم إغفال فلسفة المجتمع من عقائد وتقاليد وعادات. ولذا يدعوا الباحث إلى اتخاذ الفنون والحرف الشعبية کموروث ثقافى مدخلاً لتدريس الفن والتربية الفنية، ضمن تطوير المناهج بالقسم.

لقد حظى قطاع الفنون والحرف الشعبية والصناعات اليدوية باهتمام واسع فى معظم دول العالم، مع تزايد الجهود المبذولة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية لتأکيد الأهمية الاجتماعية والثقافية للحرف الشعبية، کجزء من التراث الوطنى فى غالبية الدول، مع عدم  إغفال دوره کنشاط ثقافى اقتصادى، من خلال إنشاء المتاحف، والمزارات الفنية، للتعرف على العديد من الأنشطة المختلفة للحرف والفنون الشعبية المرتبطة بها  قديماً، من منطلق المحافظة على التراث ومعطياته الاجتماعية لدى الفرد مع التعرف على الخامات البيئية المستخدمة فى تلک الفنون والحرف للوقوف على مصادر البيئة ومدى تمتعها بالمواد والخامات الأولية التى تستخدم فى تصنيعها کثروة قومية.

فإن الاهتمام بالموروث يمثل رؤية طبيعية وحقيقية تعکس مدى وعى المؤسسات العلمية والثقافية ونضوجها الفکرى فى محاولة لتحقيق التواصل بين الماضى والحاضر. ولذا نجد من أهم أهداف التربية  الفنية الاهتمام بالتراث الفنى للعديد من الأسباب نذکر منها على سبيل المثال.

  • أولاً:  المحافظة على التراث الفنى من خلال تفعيل دوره لدى المؤسسات التعليمية والثقافية بدولة الکويت لتأکيد الهوية الوطنية.
  • ثانياً: ارتباط التراث بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية فهو يمثل الجذور التاريخية لأفراد المجتمع مما يجعل منه تعليماً نوعياً يتميز بالمتعة والتشويق بحيث يصبح الطلاب فاعلين ومشارکين.
  • ثالثاً: الإفادة من المخزون الفکرى والثقافى والذى نشأ بما يتناسب مع طبيعة المجتمع وظروفه کمدخل للتعليم وتحقيق التوازن بين ما هو موروث ومعاصر.
  • رابعاً: تکوين نوعاً من الاتجاهات الإيجابية نحو حب الوطن والانتماء والمحافظة على الهوية بما لها من معانى ودلالات.
  • خامساً: المساهمة فى تکون ثقافة وطنية تتضمن قيم وسمات موضوعية مستمدة من الخبرة والتجربة التراثية، بحيث تساير العصر وتعمل على ترسيخ العديد من الاتجاهات نحو العمل اليدوى، مثل احترام العمل اليدوى والجماعى والأخذ بمناهج العلم فى التفکير وطرح الأفکار الإبداعية.

وهذا ما دفع الباحث إلى محاولة وضع تصور لتفعيل مناهج تعليم الفن والتربية الفنية، بأهميته ودور التراث الشعبى والحرف الشعبية القديمة، وتقديمها برؤية جديدة، وفق متطلبات العصر الحديث، مع توضيح أهمية ودور التراث الفنى القديم فى مخرجات الفنون الحديثة، لتاصيل الهوية الثقافية والتراثية لدى دارسى التربية الفنية ونقلها بالتبعية للأجيال القادمة، بمدارس التعليم المختلفة حتى يکون هناک اتصال فکرى تراثى حضارى عبر الأزمنة.

مشکلة البحث:

تتحدد مشکلة البحث فى کيفية الإفادة من التراث الشعبى الکويتى فى منهاجنا کمدخلات لتدريس الفن والتربية الفنية لطلاب قسم التربية الفنية، کلية التربية الأساسية بدولة الکويت فى ظل نظام عالمى جديد يدعو إلى العولمة وتذويب الثقافات المحلية وإحلال ثقافات غربية وافدة لها مقوماتها ونظمها. وفى سبيل تحقيق ذلک وضعت الاستراتيجيات التى تحقق تلک الأهداف عن طريق العديد من المدخلات التى غالبا ما تصيب المتلقى بالإبهار بالنموذج الغربى مما يؤثر على هويته وانتمائه الثقافى، وهى تمثل انتهاک لمجموعة القيم والمعتقدات والعادات الثقافية والعربية والإسلامية. فهى اختراق لنظم الحياة دون سابق انذار، کما أنها تمثل خطورة على الموروث الثقافى، وخاصة أن هذا الاتجاه غالبا ما يبدأ من خلال الفنون البصرية لما لها من تأثير سريع على أغلب الأفراد، مما حدا بالباحث إلى تناول تلک الظاهرة فى المجتمع الکويتى، فى محاولة للمحافظة على الأصالة التراثية مع الاستفادة بقدر معقول مما تقدمه لنا التقنيات الحديثة. إذاً لابد من الاستمرار فى تعزيز الشخصية الإسلامية الأصيلة فى کافة فروع الحرف اليدوية الشعبية، ولن يأتى ذلک إلا عندما يُتخذ من الفنون والحرف الشعبية  الکويتية  مدخلاً لتدريس الفن والتربية الفنية بمراحل التعليم المختلفة.

تحديد المشکلة:

تتحدد مشکلة البحث فى محاولة تفعيل  دور الفنون والحرف الشعبية ضمن مناهج تعليم الفن والتربية الفنية بقسم التربية الفنية، بکلية التربية الأساسية بدولة الکويت للمحافظة على التراث الفنى وتأصيله، من خلال إعداد الکوادر العلمية والفنية المؤهلة لتأصيل ذلک لدى النشء بالمدارس فى المستقبل.

أهمية البحث:

  • محاولة قراءة تاريخ الفنون والحرف اليدوية فى دولة الکويت واستثمارها فى تحقيق التوافق والتزاوج بين التراث ومتطلبات الحياة العصرية.
  • رفع مستوى الوعى وتعزيز الانتماء نحو حب التراث لدى معلم التربية الفنية، من أجل إحياء ونشر وتأصيل التراث والحرف الشعبية فى نفوس النشء والتعريف بها، فهى من أهم المواد القادرة على نقل وعرض الکثير من الحرف والمورثات الشعبية فى أعمالهم الفنية، والمحافظة عليها من الاندثار من خلال مناهج تعليم الفنون.
  • الاستفادة من التراث کمصدر لاشتقاق الأهداف السلوکية ومدخلاً للتدريس للعديد من المواد الدراسية الخاصة بالتربية الفنية.

أهداف البحث:

  • إبراز دور التربية الفنية فى  المحافظة على الفنون والحرف الشعبية الکويتية القديمة من خلال الجمع بين الأصالة  التراثية والتجديد من منطق المعاصرة.
  • تعزيز الاتجاه نحو السلوکيات الإيجابية من خلال تفعيل دور التراث فى تحقيق التواصل بين الماضى والحاضر.
  • التبصير بدور الفنون والحرف الشعبية، بما تحمله من مضامين ورموز لها معانيها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية لإثراء العملية التعليمية وتحقيق أهم اهداف التربية الفنية.
  • توصيف وتحليل مجموعة من الفنون والحرف الشعبية  للوقوف على أهم سماتها  الفنية والتشکيلية.
  • التأکيد على دور مناهج تعليم الفنون والتربية الفنية فى التعريف والتأصيل التراثى للفنون والحرف الشعبية الکويتية لدى متعلمى الفن.

أسئلة البحـــث:

  • هل دراسة التراث الشعبى المتمثل فى الفنون والحرف الشعبية بدولة الکويت وتذوقه يمکن أن يساهم على تنمية وترسيخ الانتماء الثقافى والفنى والتقنى لدارسى الفنون بقسم التربية الفنية؟
  • هل يمکن أن نتخذ من الفنون والحرف الشعبية مدخلاً لتدريس الفن والتربية الفنية فى ضوء تحديث المناهج بالقسم؟
  •   ما التصور المقترح لبناء مناهج تعليم الفنون فى ضوء الجمع ما بين الأصالة التراثية والمعاصرة من وجهة نظر الباحث؟

حدود البحث:

  1. تقتصر الدراسة على مجموعة من الفنون والحرف الشعبية ذات الصلة بتدريس الفنون التشکيلية الخاصة بمناهج التربية الفنية، لطلاب قسم التربية الفنية، بکلية التربية الأساسية ـ دولة الکويت.
  2. وضع تصور لبناء منهج لتعليم فن الأشغال الفنية کنموذج لأحد مقررات الفنون بالقسم يتضح فيه تفعيل دور الفنون والحرف الشعبية کمدخل لإثراء مناهج الفن والتربية الفنية على طريقة الـ Wids.

منهج البحث:

يتبع الباحث المنهج التاريخى والوصفى (الوثائقى) التحليلى فى ضوء وأبعاد المشکلة البحثية.

مصطلحات البحث:

  • الحرف الشعبية:

هي تلک المهن التي يزاولها حرفيون مهرة بلا أية معاونة من آلة تحرکها الطاقة، وربما استعان الحرفى فى هذه المهن بأدوات ولکنه  يبذل مع ذلک جهداً عضلياً لکى تتم عملية الإنتاج، وتعتمد على المهارة اليدوية التى اکتسبت عن طريق الممارسة أکثر من التدريب (محمد، 1993، 220). وهى تتفق أيضاً مع مسمى الفنون الشعبية، وما تشتمل عليه من أدوات الزراعة والدباغة وصناعة الجلود والحديد والخشب والنسيج والقش وصناعة الفخار والملبوسات ... وغيرها. حيث تعتمد تلک الحرف على استخدام الخامات الأولية المتوفرة بالبيئة المحيطة أو الخامات البيئية المستوردة.

  • التربية الفنية:

 التربية الفنية هى التربية عن طريق الفن وتهدف إلى ترقية ونمو التلاميذ والطلاب فنياً  ومهارياً، وتنمية أنشطتهم الابتکارية التي تصدر عن مشاعرهم وأحاسيسهم ونفسياتهم بطريقة ابتکاريه (جودى، 1996، 23).

فدائما ما تسعى التربية الفنية إلى تنمية الوجدان والرقى بالحس البصرى من خلال تکوين الفرد تکويناً شاملاً فى مختلف النواحى الاجتماعية والخليقة والجسمية.

التربية الفنية وارتباطها بالفنون والحرف الشعبية:

تسعى التربية الفنية دوماً من خلال بعض أهدافها إلى تقدير واحترام العمل اليدوى، وتفهم معطياته الجمالية والبيئية والتراثية کخلق تواصل عبر الأجيال، وهذا ما نلمسه أيضاً فى سجلات ورؤى الفنانين التشکيليين الکويتيين فى أعمالهم الفنية، عبر  المحافل الدولية والمحلية مما يعمق الجذور التاريخية لتلک الفنون والحرف التى اندثرت، ولکن يقدمونها مون وجهة نرهم من حيث الموائم بين التراث والمعاصرة ولکن برؤية تشکيلية جديدة معاصرة.

فلکل مجتمع حضارة فنية مرئية مکتوبة، بجانب ما تزخر به المتاحف، ودور المحافظة على التراث الثقافى البيئى والشعبى من حرف وفنون شعبية، تتمثل فى مجملها التراث الإنسانى لتلک الشعوب، والتى يتکون منها ثقافته التى تأخذ طريقها بعد ذلک نحو تحديد معالمه، حتى أصبح مع الوقت تراثاً فنيا متداولاً، يعيش مع الناس کجزء من البيئة الاجتماعية وحياتها، وما تزخر به من عطاءات فنية مختلفة، متمثلة فى الفنون والحرف الشعبية التى ترکها الاجداد، وعلى أفراد الأجيال القادمة ، أن ينهلوا من فضل ما ترکه لهم السابقون من تراث فنى وشعبى، وعندئذ يحدث التجديد والدمج فى محاولة توحيدية رائعة نشطة بين الماضى والحاضر بشکل تلقائى فطرى، وهذه الخاصية وحدها هى التى تجعل المجتمع لا يتوقف ابداً عن العطاء الثقافى التعبيرى الذى يتمثل فى مضمونه الربط بين أصالة التراث الفنى ومعطياته الحديثة.

فالتربية الفنية دائما ما تسعى إلى تحقيق الربط التواصلى بين ثقافة المجتمع، وتراثه الفنى، والشعبى، ودورهم فى بناء الشخصية الحديثة، مما يحقق أهم أهداف التربية الفنية، وهو تحقيق الانتماء القومى لدى الفرد من خلال المعايشة والربط بين دراسة الفنون والحرف الشعبية کثقافات موروثة وبين معطيات الحياة المعاصرة، تأکيداً لترسيخ الهوية الثقافية العربية الإسلامية لدى النشء فى المستقبل.

فمن منطلق ذلک نجد أن الخبرة والمعرفة نتيجة دراسة التراث الفنى للحرف والفنون الشعبية، عندما يمتزجان، يکونان فى النهاية مدرکات تطبيقية جديدة فى مجالات الفنون المختلفة، نابعة من دراسة التراث حيث يتضح اثارها فى العلاقات والنظم التى يصاغ من خلالها الأفکار التعبيرية الجديدة.

فإن الفن فى أعلى مراتبه لا يمکن إنتاجه بدون ثقافة فنية وموروث فنى وبدون ذکاء (البسيونى، 1991، 11). فالذکاء البشرى والثقافة الفنية ودراسة التراث الفنى السالف، هما سر القوى المحرکة وراء کل ابتکار، وعلى قدر التوسع فى الثقافة الفنية والتاريخية ومقارنة التراث ببعضه، نستطيع أن نتعرف على جذورنا التاريخية وتأصيلها (الألفى، 1978، 97). وإننا فى عجلتنا الشديدة نحو تربية کل فرد يجب أن تساهم التربية الفنية وبرامج التعليم المختلفة فى أن تنقل للناشئ أساسيات ثقافتنا وفنوناً لنتذوقها ونقف على جمالياتها، والحرف الشعبية الأصيلة التى کانت سنداً لنا فى الماضى خلال حياتنا، وأصبحت تراثاً حضارياً الآن، فهما أساسيات ثقافتنا والتى لا يمکن نقلها إلا بالتربية الفنية والممارسة الفنية لها.

فالثقافة الفنية الشعبية، هى إحدى ثقافات المجتمعات المتحضرة الآن، لما تؤکده على أهمية ارتباط الفرد ببيئته والمحافظة على عاداتها وتراثها وتقاليدها تخليداً لذلک المجتمع فى ظل العولمة الوافدة. فإذا کان من أهداف التربية الفنية إعداد الطلاب لفهم الحياة والتعبير عنها والمحافظة على التراث الفنى وجمالياته من خلال المشارکة الفعالة فى المجتمع بکل مؤسساته التربوية والثقافية، بين منطق اعتبار أن الفنون والحرف الشعبية هى المصدر الرئيسى لتحقيق تلک الأهداف.

کما أن الفنون والحرف الشعبية يمکن أن تساعد التلاميذ فى اکتشاف عناصر وأسس العمل الفنى وفى تعزيز مهاراتهم الفنية وتنمية الإحساس لديهم بحب العمل واحترام وتقدير العمل اليدوى المتمثل فى قيم التراث والفنون الشعبية وتقديرها.

فمن هذا المنطلق کان لزاماً على معلمى التربية  الفنية أن يکونوا قادرين على إيجاد علاقة طيبة مع تلاميذهم من خلال احترام ثقافتهم الفنية والمتمثلة فى فنونهم وحرفهم الشعبية، واکتساب المهارات الفنية اليدوية فى ممارسة أنشطتهم الفنية لتدعيم وتأصيل تلک المهارات التراثية حيث يؤکد على ذلک "الفنان سعد الخادم" بقوله إن تراثنا الفنى غنى بما يملکه من فنون  تتوارثها  الأجيال على مر العصور  ومن هذه الفنون، الحرف الشعبية اليدوية والتى تلاقى رواجاً عند عامة الشعب. (الخادم ، 1917، 35).

ويؤکد ذلک "بومان" (Bowman,1993,19) عندما أکد على أهمية إعطاء التربية الفنية حقها من الاهتمام ضمن المنهج المدرسى، بأنه سوف يساعد الطلاب بقدر أکبر فى فهم الثقافة الفنية الشعبية وما تتضمنه من حرف، فإذا کان من أهداف التربية العامة إعداد الطلاب لفهم الحياة والمشارکة فيها، فإن الفنون والحرف الشعبية تعتبر مصدراً رئيسياً لتحقيق هذا الهدف.

کما أن الفنون الشعبية يمکن أن تساعد التلاميذ فى اکتشاف عناصر وأسس العمل الفنى، وفى تعزيز مهاراتهم الفنية وتنمية  الإحساس لديهم بالتراث والفنون الشعبية وتقديرها (Nevinskas,1991,24-27).

فالتربية الفنية تهتم بالنهوض بمراکز التراث الفنى من أجل المحافظة على الحرف الفنية الشعبية  وتسجيلها، مع إنشاء العديد من المتاحف التراثية، ورعاية بيت التراث وتنميته، مع جعل کل مدرسة بها متحف مصغر يضم العديد من الحرف والفنون الشعبية، مع إتاحة الفرصة ضمن مقررات التربية الفنية بالقيام بالزيارات الميدانية للشباب، للوقوف على تلک  المأثورات والحرف والفنون القديمة للتعرف على الجذور التاريخية لأسلافنا من العظماء، مثل بيت السدو الکويتى، ومتحف الکويت الوطنى للتراث، ومرکز الحرف والفنون الشعبية الکويتية.... وغيرها من المراکز التراثية.

فمن ذلک المنطلق يرى الباحث اهمية تفعيل دور التراث الفنى الثقافى والحرفى والفنون الشعبية ضمن برامج تطوير مناهج قسم التربية الفنية باعتباره هو الوحيد الذى يعد معلمى المستقبل بالمدارس الکويتية بجميع مراحلها، وهو حلقة الوصل بين مناهج تعليم الفنون والتربية الفنية، وبين ما يتعلمه التلاميذ من تعبيرات فنية لموضوعات شعبية، مع اتاحة الفرصة لهم لمشاهدة أعمال فنية لفنانين وحرفيين شعبين، مع الاستخدام الأمثل للأدوات والخامات البيئية التى تتناولها الفنان الشعبى عند ممارستهم العمل الفنى، وذلک لتأکيد الهوية الثقافية والارتباط بالجذور التاريخية للحرف والفنون اليدوية الشعبية الکويتية.

البيئة کعنصر مؤثر على الفنون والحرف الشعبية ـ بدولة الکويت:

کان للتنوع والثراء البيئى بدولة الکويت آثاره على تعدد وظائف وجماليات الفنون والحرف الشعبية الکويتية والتى تلبى احتياجات المجتمع. حيث تکونت دولة الکويت من ثلاث بيئات  متباينة هى البيئة البحرية والبدوية والحضرية هذا بالإضافة إلى جانب موقعها الجغرافى المتميز، مما حدا بها أن تکون مرکزاً ومحوراً للأنشطة التجارية ووسيطاً هاماً بين العديد من  دول المشرق والمغرب مما کان له آثاره على انتعاش العديد من الفنون والحرف الشعبية، سواء کانت للاستهلاک المحلى أو تزويد المناطق المحيطة بالبضائع غير المتوفرة لديهم والتى برع الکويتيون فى إنتاجها
(عبد الهادى، 2003، 11).


ولذا تُقسم الفنون والحرف الشعبية إلى ثلاثة أقسام:

  • أولاً: فنون وحرف ذات علاقة بالبيئة البحرية.
  • ثانياً: فنون  وحرف ذات علاقة بالبيئة البدوية.
  • ثالثاً: فنون وحرف ذات العلاقة بالأنشطة التجارية.
  • رابعاً: فنون وحرف ذات العلاقة بالبيئة الحضرية.

إن تأثير البيئة على نوعية الفنون والحرف  الشعبية الممارسة، تخضع لمتطلبات المجتمع  واستمرارية توارثه للحرف والفنون وتقديمها دائماً لخدمة الفرد والمجتمع، على الرغم من بساطتها، فمثلا البيئة الزراعية تفرض على الفنان الشعبى تمرس حرفة صناعة الفخار لتُوفر الطينات، کما أن توفر زراعة الخوص، تقدم حرفة وصناعة  السلال والحصير وغيرها، وفى البيئة الصحراوية أو البدوية تکثر صناعة غزل الصوف والنسيج والصناعات التى تعتمد على النخيل، بسبب توفر النخيل کما أن صناعة السفن وصيد اللؤلؤ، تعتمد على مهنة القلاف، وغيرها من  الحرف والفنون الشعبية المرتبطة بالبيئية (اليحيى، 1997، 107-113).

ومن خصائص الفنون والحرف الشعبية أنها تتميز باستخدام الخامات المحلية البيئية وما بها  من وحدات زخرفية بسيطة.کما أن الفنون والحرف الشعبية ذات طابع جمالى جماهيرى يتناول الموضوعات المتوارثة والتى يعرفها الجميع، کما يتمتع الفن الشعبى بالبساطة ولا يعرف قواعد للمنظور، ويعتمد على الزخارف الهندسية  المجردة والنباتية فى زخرفة منتجاته (السيد، 1425 هـ ، 1-20).

فالفنون والحرف الشعبية بدولة الکويت کانت متأثرة دوماً  بالظروف الطبيعية والمناخية واحتياجات البشر من أجل النمو المجتمعى البدوى ومتطلبات المعيشة التى کانت تعتمد دوماً على أهمية الحرف فى تقديم وتسهيل الاستخدام الأمثل للخامات البيئية بصورة جيدة فانتشرت صناعة الصفار وصناعة السلال وصناعة السفن وصناعة السدو وغيرها من الحرف التقليدية  القديمة.

تاريخ الفنون والحرف الشعبية بدولة الکويت:

تبين للباحث من خلال عمليات الحصر والتصنيف وما يتبع ذلک من تحليل أن الفنون والحرف الشعبية بدولة الکويت هى ذات طابع وظيفى، له سماته الجمالية والتقنية وأن الکثير منها يبدأ بفکرة فردية نابعة من عقل فنان مبدع يسعى لتحقيق رؤية أو فکرة ما من خلال خامات وأدوات، غالباً ما تکون أولية ثم تخضع الفکرة لتجريب وتعديل الأفکار إلا أنه مع تطور نظم الحياة تحول النظام الفردى إلى نظام تعاونى فى شکل أسر أو قبائل اختصت کلا منها بإنتاج عملا ما، إلى أن ظهر ما يعرف بشيخ الحرفة وهو ذلک الشخص الذى يراقب جودة الإنتاج ويحدد مواصفاته، وأجور العاملين، وثمن العمل أو القطعة،  مما زاد من کم الإنتاج وتنوعه، وأدى إلى تطوره للأسباب الآتية:ـ

  • أولاً: تنافس العاملين فى تلک المجالات بحثا عن التجديد والإتقان.
  • ثانياً: تلبية احتياجات المجتمع من الفنون والحرف الشعبية.
  • ثالثاً: اشتغال الکثير من أبناء الکويت بالأنشطة التجارية أو لعب دور الوسيط مما أدى إلى رواج العديد من تلک الحرف والفنون.

ويؤکد ذلک ما قدمه لنا "صالح عبدالله العريفى" (العريفى، صالح ، 1985، 53-61) فى أن البيئة الخليجية جافة وصعبة، فهى بيئة صحراوية  تتميز بشح مواردها، وفيها تشکلت اقتصادياته وأنظمته الاجتماعية والثقافية، ودولة الکويت هى إحدى دول الخليج التى تتمتع بالبيئة البحرية  والصحراوية.

ولما کانت مقدرات  الإنسان الخليجى الثقافية  محدودة بإمکانياته آنذاک فقد حددت البيئة الطبيعية المسارات وأنماط الإنتاج المختلفة، فى مجال صيد السمک وجمع اللؤلؤ  والتجارة، کما  استقرت مجموعات أخرى فى الواحات تعمل فى مجال الزراعة  المحدودة وتربية الحيوان، وبقى جزء ثالث استهوته حياة البداوة بحلها وترحالها،  وبالإضافة إلى هذه التخصصات الإنتاجية، وما تفرزه من أنظمة اجتماعية، وعلاقات انتاجية، کانت هناک فئات الحرفيين والصناع المتخصصين، کصناع السفن الذين اکتسبوا خبرات واسعة بتفاعلهم مع الحضارات المجاورة الآسيوية والإفريقية، وصنعوا الشراع المثلث الممتد من المقدمة وحتى المؤخرة بدلا من الأشرعة العريضة المربعة، واستخدموا ألياف جوز الهند لربط اجزاء المرکب بدلا من المسامير حتى أوائل القرن السابع عشر، وظهرت بالمثل الحدادة وتأصلت بصناعة الأدوات والآلات الزراعية والمنزلية البسيطة.

منذ بدايات القرن السابع والثامن والتاسع عشر، تکون التراث الفنى الکويتى الذى يجمع بين طياته التراث الفنى داخل المجتمعات الإنسانية القديمة منذ بدايتها الأولى، والتراث  الإسلامى، فقد تکون التراث الشعبى داخل  المجتمعات الإنسانية القديمة منذ بداياتها الأولى، نتيجة التفاعل الحيوى بين الإنسان وبيئته الطبيعية والاجتماعية، والتاثر  والتأثير المتبادل بين المجتمعات المختلفة، والثقافات المتجاورة والأفکار المتباينة، ليشکل في النهاية منظومة فکرية شعبية إنسانية عظيمة ... مثلت هذه المنظومة مختلف الفنون، من الصناعات والحرف اليدوية السابق ذکرها. ومع بداية الاستعمار الإنجليزى فى أوائل القرن التاسع عشر بدأ يتوافر الإنتاج الغربى لتوفير المصنوعات المختلفة، مما ساعد على تهميش  الصناعات اليدوية، مما قلل من موقف المجتمع الکويتى والخليجى من صانعى الحرف الشعبية، کما لا يفوتنا بعد التحرير ظهور البترول بعد الحرب العالمية الثانية والانفتاح على الثقافات الفارسية والهندية والإفريقية، وما جلبه التجار من صناعات وحرف اخرى أمدت الحرف الکويتية ببعض الثقافات الواردة ولکن قلت تلک الحرف وبدأت بالاندثار التدريجى مع التحول إلى المجتمع الحضرى.

أهم الفنون والحرف الشعبية بدولة الکويت:

کان للصناعات والفنون والحرف اليدوية بلا شک دور مهم فى حياة الأمم والأفراد، ومنذ البدايات الإنسانية الاولى على الأرض، لجأ الإنسان إلى التصنيع فأنتج أدواته من کل المواد الخام التى توافرت له فى ذلک الوقت، ثم سخر قواه الفکرية لتطويرها وابتکار ما تفرضه حاجاته إلى ابتکاره من أدوات تسهل أمور حياته اليومية وتذلل الصعوبات التى تواجهه أثناء إقامته وتنقله، وتضمن انتصاره فى معرکته من أجل البقاء (الباطنى ، 1997، 653).

لقد عمل الکويتيون قديما فى مهن کثيرة لکسب الرزق ومن تلک المهن الحرف اليدوية، وهى من المهن الشريفة التى عمل بها  البعض من  أهل الکويت قديما حيث تعتبر جزءاً من تراثنا القديم وکانت تلبى احتياجات الکويت الداخلية، کما ارتبطت تلک المهن ببعضها حيث ارتبطت حرفة صانعة السفن "القلافه" المتعلقة بحرفة النجارة وحرفة الحدادة، والقفاص، وصناعة السدو، وغيرها من الحرف  التقليدية الشعبية، وسوف نتناول تلک الحرف للتعرف على خاماتها وطرق تشغيلها وقيمتها الفنية والجمالية وهى:ـ

أولاً: صناعات ارتبطت بحياة البحر:

حرفة صناعة السفن الخشبية.

اعتمد الکويتيون فى معيشتهم على الغوص للحصول على اللؤلؤ وصيد الأسماک والسفر من أجل التجارة فکان لابد أن ترتبط صناعاتهم بهذه المهن فعرف الکويتيون صناعة السفن والقوارب وأتقنوا کل فنونها وبرعوا وابتکروا أنواعا جديدة من السفن اشتهرت بهم واشتهروا بها.

يطلق الکويتيون على صناعة السفن اسم "قلافة السفن" نسبة إلى "قلاف" أو "القلاف" وهو عامل بناء السفينة ويطلق على رئيسهم "رئيس القلاليف" أو الأستاذ.

ومن أنواع السفن التى کانت تصنع فى الکويت:

الجالبوت، السنبوک، الشوعى، البوم، البتيل ، الکيت والماشوة (الباطنى، 1985، 20).

فمن أهم وأشهر الحرف اليدوية التى عمل فيها الکويتيون قديما وهى حرفة بناء السفن. حيث لعب العاملين بها قديما دوراً کبيراً فى نمو وازدهار اقتصاد الکويت قديما. وتتطلب تلک المهنة مهارة عالية وخبرة حيث کان القلايف الکويتيون الأفضل بالخليج بلا منازع حتى وصل صيت السفن التى يصنعونها إلى الخليج والهند وغيرها من الأقطار الاخرى. حيث عرفت بجودة صناعاتها وشکلها الجميل الإنسيابى، مقارنة بما يصنع فى أماکن أخرى. استمرت تلک المهنة حتى بعد ظهور النفط وتوقف الکويتيون عن الغوص والسفر إلى أن توقف العمل بهذه المهنة ، وتقدير لدور هؤلاء الرجال قام الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح ببناء ديوان لهم کما قام بتقديم الدعم المادى والمعنوى لهم لکى يستمروا بهذه الحرفة (الترکى ، 2001 ، 8)، کما يتضح ذلک فى شکل (1) (وزارة الإعلام ، 2005 ، 29). 

فتخليداً لتلک الحرف القديمة، قدم لنا  الفنانون التشکيليون الکويتيون العديد من الأعمال الفنية التصويرية، وهم يتجملون بمعطيات التراث الفنى، من حيث تسجيلهم لها، وصياغتها بطرق فنية متعددة، غير تقليدية، مؤکدين على أهمية التواصل بين الأجيال للمحافظة على الموروث الثقافى والتراث الفنى الشعبى.


حرفة النجارة:

حرفة يدوية عمل البعض من اهل الکويت ولعب العاملين بها دور کبيرة بتوفير مستلزمات البناء وغيرها من المستلزمات المنزلية قديما حيث يقوم النجار باستخدام الأخشاب المستوردة من الهند وأفريقيا بصناعة الأبواب والنوافذ "والتخوت"، وحواجز الباستيل وبعض من ألعاب الأطفال کالنبطاطة والدوامة والبلبول وغيرها من اللوازم الضرورية کالقباب والشداخة المستخدمة لصيد الفئران والتختة والسحارة وکرسى البرمة والمرازيم التى تصنع من جذع النخل لتصريف مياه الأمطار (الباطنى ، 1997، 48).

فإن صناعة الأبواب والشبابيک والأجزاء المکملة للعمارة، کان لها دورها وأثرها على فن العمارة، وخاصة عمارة المساجد، والتى مازال الکثير منها باقياً حتى الآن، ولکن لا يمکن إغفال أثر الثقافات الوافدة على إثراء الزخارف الفنية لتلک الصناعات لإکسابها الطابع الجمالى مع المحافظة على شکلها  کتراث فنى. ومن أمثلة الأبواب الشعبية شکل (2) (جمال , 1998 , 178 ) . 

صناعة الصناديق:

ومن أهمها الصندوق المبيت وکان عادة يستورد من الهند، ويستخدم لحفظ وتخزين الملابس والمصوغات الذهبية والمقتنيات الثمينة کالأموال والوثائق والمستندات الرسمية. ويمتاز بکبر حجمه وثقله، وهو صندوق يرتفع على أربعة قوائم خشبية اسطوانية الشکل  لحمايته وحماية محتوياته من الرطوبة.

الحرفيون الذين عملوا فى صناعة الصندوق المبيت کانوا قلة حيث أن هذا النوع من المصنوعات يتطلب مهارة وبراعة شديدة حيث أن هذه الصناديق تصنع من أجود الأخشاب مثل الخشب الساج أو السيسم وتزين بنقوش جميلة من المسامير والرقائق النحاسية.

کما کانت تصنع صناديق أخرى أقل جودة وأرخص ثمنا لأغراض مختلفة مثل حفظ المواد الغذائية وأدوات المطبخ والصندوق "المشبنج" ويزين بعقد من الحبال حول الجزء السفلى ويستخدم لحفظ المقتنيات فى السفر وهناک أيضا "البشتخته" وهى صناديق تزين بنقوش محفورة کانت تستخدم لحفظ اللؤلؤ وأدوات فرزه ووزنه وکانت منها أنواع تستخدم کمکاتب صغيرة ولحفظ الأدوات المکتبية (الباطنى، 1997، 24)، وهذا يتضح فى شکل (3).

حرفة الحدادة:

حرفة يدوية عرفها الکويتيون قديما ويقوم العاملين بالحدادة بأعمال الحدادة وبصناعة المسامير اللازمة لصناعة السفن قديما، هذا بالإضافة لصناعة الأدوات المستخدمة فى البناء والزراعة والأدوات المستخدم بالمنازل حيث يقوم الحدادون بصناعة "الصخين" وهى أداة تستخدم للحفر  والجدوم والهيب والمنقاش والسکاکين والمدور والسلاسل والدوه وغيرها (الترکى، 2001 ، 8-20).

کما صنع الکويتين السکاکين المختلفة الأشکال والأحجام والمطارق والجدوم (الفأس) والهيب وهى قضيب ثقيل مدبب الطرف يستخدم فى عمليات الحفر والهدم والبناء.

کما صنعوا أيضاً أدوات السفن مثل الباورة وهى المرساة والمسامير وحدوات  الخيل والأدوات الزراعية کالمعاول والمناجل والمجارف والمفاصل وأقفال البيوت التقليدية والسلاسل السميکة، ويذکر أنه کانت لهم تجارب فى صناعة الأوانى النحاسية مثل أباريق القهوة وأباريق الوضوء وغسل الأيدى والقدور (الصفارى) والتى کانت تفيض فى بعض الأوقات عن حاجة الأسواق المحلية فتصدر إلى بعض الدول المجاورة حتى ذاع صيتها وازدادت الطلبات الخارجية عليها وخاصة أباريق القهوة. شکل (4).

وأهم الادوات الرئيسية للحداد فهى أدوات الطرق کالمطرقة والسندان ثم الکير الذى يستخدم فى صهر الحديد أو تليينه ليتم تشکيله بعد ذلک حسب الطلب (شکل 5).

کما يقوم الحداد بصقل القدور وترقيع ثقوبها وطلائها  وصناعة الأدوات المستخدمة فى  تحضير القهوة مثل المُلقاط (المُنقاش) والمحماس والمرَاکى الحديدية .

حرفة السدو:

من أهم  الحرف اليدوية التى اشتهر بها أهل البادية، وهى تظهر تکامل ابن البادية مع بيئته، وتعتمد هذه الحرفة على موارد وأدوات منها وبر الإبل وصوف الماعز والأغنام، إضافة إلى المغزل والمحيط والأوتاد الخشبية. وهى من الحرف التى برعت فيها البدويات وتعنى نسيج خيوط الصوف على نول بدائى، ومن أهم المنتجات بيوت  الشعر والوسائد والخروج والعدول والساحات وهى السجاد ولم يکن ينتج لأغراض تجارية إلا فى نطاق ضيق جداً (الباطنى، 1997، 653).

فحرفة النسيج وحياکة الصوف والوبر الذى تنتجه  الأغنام والإبل التى ترعاها البادية  فى شبه الجزيرة العربية. وهى حرفة وصناعة أصلية بکل ما للأصالة من معنى،فالمادة الأولية هى الصوف والوبر، والأصباغ المستعملة تأتى من أعشاب الصحراء وأدوات التصنيع تنتجها نفس الايدى الصانعة للنسيج، والأشکال  والزخارف التى تزين هذه الصناعة تأتى وتتوافق من خلال تکوينها الفنى بواقع البيئة الجغرافية التى تعيشها هذه البادية ومن ناحية ثانية فإن هذه الصناعة التى کانت قديما تمارس لسد الحاجة الشخصية يمکن أن تصبح اليوم مجالاً للعمل والکسب لقطاع واسع من هذا المجتمع (حسين ، 1972 ، 18) کما هو مبين بشکل (6).

فقد بدأ مشروع بيت السدو للمحافظة على التراث وتنميته على يد الشيخة الطاف سالم العلى، ثم عمد بعض المهتمين من أبناء الکويت إلى تکوين مجموعة عمل أطلق عليها "السدو" مهمتها حماية التراث البدوى بالأخص الحرف اليدوية من الانقراض،و المقصود بالسدو هو من حياکة الصوف عند أهل البادية واستکمالاً لمسيرة بيت السدو ثم تأسيسه واشتهاره کجمعية نفع عام اطلق عليها "الجمعية الحرفية للسدو" وذلک فى نوفمبر 1991 کأول تنظيم حرفى للنساء العاملات فى هذه الحرفة وتتبع حاليا المجلس الوطنى للثقافة والفنون والأداب (العلى ، 1982 ، 2-13).


حرفة صناعة الأوانى النحاسية:

يطلق على صانع الأدوات والأوانى النحاسية لفظ صفار حيث کان هناک سوق خاص يطلق عليه سوق الصفافير وأهم أنواع الأوانى القدور النحاسية والصوانى والصحون والمغاريف والأباريق والسطول والطشوت ودلال القهوة والمناقل والأدوات المنزلية المختلفة (جمال، 1998، 193). حيث استخدم فى صناعاتها النحاس الأحمر والأصفر إلى أن دخلت خامة الألمونيوم کخامة منافسة من حيث القيمة الجمالية والقابلية للأکسدة إلى جانب السعر المناسب.

ومن الأعمال التى يقوم بها الصفار أيضاً إصلاح الأوانى القديمة وعمليات الطلاء بالقصدير لأوانى الطعام من الداخل شکل (7).

حرفة صناعة الحلى الشعبية:

 الحلى هو کل ما يتحلى به الإنسان سواء کان ذکراً أم أنثى ويقوم هذا الفن لتلبية احتياجات الإنسان ومشاعره الإنسانية. ولذا نجد حتى يومنا هذا العديد من الورش المتخصصة لفن الحلى وخاصة ما يتصل منها بخامة الذهب والفضة، حيث احتل
الذهب مکانة هامة فى تلک الحرفة، رغم أن الاحجار الثمينة والنادرة لم تکن معروفة
أو متداولة إلا بقدر ما ولقد وجدت اشکالاً عديدة ومتنوعة من مشغولات الحلى (المغربى،2004، 8)، وتسمى "صياغة الحلى ويطلق على صانع الحلى "صايغ" أي صائغ. وتستخدم فى هذه الصناعة سبائک الذهب والفضة ومن أهم  أدواتها المطرقة والمنقاش والنار ومن أهم الحلى الذهبية التى کانت تصنع فى الکويت قديماً. الشهيلات ، المُضاعد أي الأساور، الخناصر، الخصور وهى أساور من المرجان ، المرَامى وهى ثلاث خواتم على شکل حلقات ترتدى معا فى الأصبع الوسطى، القردالة والبقَمة والمِرتهش وهى أنواع من القلائد تتراوح فى الحجم حتى يصل بعضها مثل المرتهش إلى البطن، کما صنعوا الظفاير والهامة والسروح وهى حلى لتزين الرأس والشعر، وکذلک الحِيول أو الخلاخيل وهى زينة الساق والقدم والحزام لتزيين الوسط والخزام للأنف والتراجى وهى الحلق لتزيين الأذن (الباطنى، 1993، 28).

فغالبا ما نجد أن تلک المشغولات الذهبية تتحلى بالطابع الشعبى البسيط من الأشکال والرموز، بجانب ارتباطها بالطابع الإسلامى العريق من حيث الشکل وما يحتوى عليه من زخارف نباتية وکتابية، فهى تتميز بأنها حرفة يدوية، مع ارتباطها ببعض المعالجات الفنية التى يستلزم معها وجود بعض العدد والأدوات التى تساعد على تحقيق الهدف الفنى للصياغة الشکلية لتلک الفنون الذهبية. شکلي ( 8-أ و 8- ب ).

کما تکشف لنا هذه الدراسة عن  الذوق الرفيع وشفافية الحس والبساطة فى التعبير لدى کل من المرأة الکويتية وصانع الحلى قديماً، وتبين قدراً من التأثر بطبيعة الحياة فى المجتمع الکويتى والخليجى (جمال 1998, 208 ).

بالطبع فإن الميل إلى التزين طبيعة کامنة فى الإنسان، وکان دائما المطلوب من وحدات الزينة الشعبية فى مختلف الأماکن ومختلف  الشعوب أن تلفت النظر،سواء بسبب اللون أم الشکل أم الصوت، وکل العناصر محققة فى الحلى الشعبية، ولا شک أننا نستطيع أن نجد علاقة من حيث الشکل بين الکردان والقلادة التى کانت تغطى الصدر ويغلب أن تکون مکونة من صفوف الخرز  الملون أو صفائح الذهب المشغول والمرصع.

وأغلب زخارف الحلى هندسية قوامها الخطوط والمثلثات، ويغلب أن تکون مشغولة بخيوط رفيعة من المعدن (ذهب أو فضة) (المغربى ، 2004 ، 4-18).

حرفة دمج الحبال:

ترتبط هذه الحرفة ارتباطاً وثيقاً بالغوص والسفر، فهى تزاول من قبل البحارة، لتغطية احتياجاتهم على ظهر السفينة أثناء سفرهم فى البحر أو فى فترات الغوص، ويقوم البحار بعمل الحبال من ألياف جوز الهند أو عراجين النخيل (وزارة الإعلام، 2001، 28) حيث يصنعون منه الحاويات والصناديق.

حرفة صناعة الفخار والخزف الشعبى:

إن حرفة الفخار من الحرف الشعبية القديمة التى يعتمد فى صناعتها على خامة الطين، حيث يقوم الحرفى الخاص بتلک المهنة بتصنيع هذه المادة إلى أوانى متعددة لأشکال والأحجام، ويتم زخرفتها وتجميلها بواسطة يديه، ويتم إنتاج تلک الأوانى من خلال تشکيلها على دولاب الخزاف، بحيث يقوم الخزاف بتطويع عجينة الطين وتکوينها حسب ما يريد صنعه من أوانى سواء کانت لحفظ المياه أو زير أو جرة وغير ذلک من الأوانى ذات الاستخدام اليومى فبعد تشکيلها على الدولاب، تترک لتجف ثم توضع فى أفران وقود شعبية بسيطة مخصصة لذلک لکى تصبح صلبة ومن الأدوات المستخدمة فى هذه الحرفة الدولاب والمجراد والعود، شکل (9) (وزارة الإعلام، 2005، 27).

حرفة صناعة الأوانى والمستلزمات المنزلية من صفائح الحديد:

انتشر هذا النوع من الحرف تلبية لاحتياجات المجتمع وقد أقيم لهم سوق أطلق عليه لفظ التناکة بمعنى صناع التنک وهو إناء يوضع به الماء يصنع من صفائح الحديد ومن أهم المشغولات التى انتجها التناک ـ مصابيح الکيروسين واونى الحلوى ولعب الأطفال وأن کان أغلبها يغلب عليه الاستعمال المنزلى شکل (10).

حرفة الخصاف:

هو الحرفة الذى يقوم بصناعة مشغولات وظيفية متعددة الاغراض باستخدام الخوص مثل "الزبيل" وهو عبارة عن إناء توضح فيه الأشياء مثل الخبز والملابس... الخ بالإضافة إلى صناعات نسجية توضع على الأرض (الحصير) حيث أبدع فى أشکالها وألوانها من خلال صباغة بعض الأعواد بألوان مختلفة ونسجها بنظم متباينة شکل (11) (جمال 1998 , 28 ).

حرفة الأزياء الشعبية:

تعد الأزياء الشعبية النسائية والرجالية من المجالات الخصبة لممارسة الإبداع والإبتکار، کما تعتبر دراسة هذه الأزياء مصدراً من المصادر المادية المهمة التى تحکى لنا تاريخ الشعوب والحضارات القديمة التى صنعتها، والذوق الفنى الجمالى لهذه الشعوب، وتعبر عن المستويات الثقافية التى عاشتها والنظم الاجتماعية السائدة وتطورها وهى تنقسم إلى قسم الأزياء الشعبية النسائية والرجالية مثل البشت وهى زى رجالى يتميز بالتطريز بخيوط الزرى بواسطة يد الإنسان وهى صناعة تحتاج إلى دقة فنية عالية وقد کان لها أسواق متخصصة حسب الطبقات الاجتماعية شکل (12) (جمال , 1998 , 241).

حرفة المشغولات الجلدية:

   وهي من الحرف الکويتية القديمة ويطلق على صانعها "خراز" نسبة إلى أهم

الأدوات  المستخدمة وهى المخراز أي المثقب کما يستخدم المقص والمطبع لتلوين السيور الجلدية والسکين , أما الخامة الأساسية المستخدمة فهى جلود الإبل والضأن والماعز والبقر, حيث يقوم الصانع بدبغ الجلود لإزالة الوبر والصوف وما يعلق على الجلد من شحم أو لحم أو رائحة .

ومن أهم الصناعات الجلدية جلود حفظ المياه، فقد کانت الوسيلة الوحيدة لنقل وحفظ الماء واللبن والزيوت. کما برعوا فى صناعة النعال والأحذية وأسرجة الخيل وأحزمة حفظ الذخائر والأسلحة وکذلک أقنعة الصقور والنطع وهى مفارش جلدية لحماية أسرة الأطفال من البلل. (الترکى، 2001، 35) شکل (13).

دور الفنون والحرف الشعبية فى تنمية القدرات الفنية والتعبيرية لدى الناشئين فى ضوء ترسيخ الهوية الثقافية.

إن مادة التربية الفنية فى مراحل التعليم العام، هى واحدة من  الوسائل التى يمکن من خلالها الوصول بالفنون والتراث الشعبى، إلى التلاميذ فى مراحل مبکرة من أعمارهم، فإن معرفة التلاميذ بالتراث والحرف اليدوية، يزيد من ارتباطهم بوطنهم وأمتهم أن مستقبل الفنون والحرف الشعبية مرتبط بالتواصل الفکرى بين أفراد المجتمع منذ النشأة حتى الکبر، لأن التلاميذ هم عماد المستقبل وناقلى الثقافة عبر الأجيال، وبقدر حب التلاميذ  للفنون الشعبية ، وممارستهم لها فى حياتهم اليومية مما سوف يخلق فهم أفراد عاشقين للتراث  وقادرين على استلهامه وتقديمه برؤية جديدة من حيث التعبير، وما يحمله من  أصاله ومعاصرة فى آن واحد، مما يضمن لهذا التراث الفنى البقاء والخلود، کما يؤکد على الإرتباط بها مستقبلا (يوسف، 1996، 20).

إن التنشئة هى الوسيلة الأساسية التى تکون شخصية الطفل، إذ عن طريقها يستطيع الطفل أن يتمثل قيم مجتمعه والحفاظ عليها وإذا کانت الأسرة والمدرسة المؤسستان التربويتان الأوليتان فى تطبيع الطفل وتنشئته فإن دور المربين أباء کانوا أو معلمين، لهم الدور الأساسى والخطير فى اکتساب الطفل قيما أساسية وأصيلة، تجعله يتشبث بدينه الحنيف وبلغته الوطنية وبماضيه التاريخى، الذى يستمد منه العبرة والفائدة للحفاظ على هويته وخصوصيته الثقافية. فالتربية اليوم عملية واعية تتخذها مختلف الأمم والشعوب لبناء کيانها وتحديد هويتها، وشعوبنا الإسلامية والعربية مطالبة اليوم، وهى فى إطار تحدى ومواجهة لمختلف التيارات التى تسعى إلى المس بشخصيتها، أن تعمل على ربط العمل التربوى بالمستوى المنشود من العناية بثقافتنا وتراثنا الحضارى، وتقديمه بشکل ممنهج وملائم حتى يستفيد منه الطفل ويعمق خبرته وينمى جسمه ووعيه بالإنتماء الدينى والقومى والوطنى.

ومن هنا يبرز أهمية ودور التربية الفنية کمادة محورية تتسم بالإبداع والابتکار، من خلال المساهمة فى  إعداد الطلاب وإکسابهم مجموعة من المعلومات والمهارات والاتجاهات فى صورة مختلفة فى البرامج والمناهج التعليمية.

إن ثقافة الطفل لا تکون ثقافة إيجابية وبناءة مالم تعمل على تکوين المواطن الصالح ذى الشخصية المتکاملة عن طريق القدرة على استيعاب الخبرات الإنسانية العامة وتحديد انتمائه التاريخى والمجتمعى للشعور بهويته، ولکى يتم ذلک لابد من أن تسعى الاهداف التربوية وبخاصة التربية الفنية فى المناهج الدراسية، إلى رفع درجة الوعى لدى المتعلمين وتنمية نشاطهم الذاتى وإکسابهم اتجاهات إيجابية نحو ذواتهم ونحو ماضيهم المجتمعى وتاريخهم الحضارى.

إن على التربية الفنية أن توفق فى جعل الطفل يعي بقيمة تراثه ويقدره ، باعتبار هذا التراث يشکل حلقة من حلقات تطور الإنسانية، وأن تکسب الطفل حسا نقدياً قادراً على تمثل ما هو إيجابى وبناء من التراث، حتى يستنير به فى حاضره ويهتدى به فى المستقبل، کما أن على التربية  الفنية أن تکسب الطفل کيف يحترم تراث الآخرين وتجاربهم ومعارفهم فالخبرات الإنسانية تتکامل لتشکل إطاراً عاماً للإنسان، کما تنمى لدى النشء المهارات اليدوية المستمدة من التراث فى مجال التعبير الفنى.

وإذا کان دراسة التراث من الفنون  والحرف الشعبية هى إحدى أهداف التربية الفنية بهدف التعرف عليها والوقوف على سماتها الفنية والحرفية، وما يتصل بها من مفاهيم اجتماعية واقتصادية، فکان لزاما علينا کمربين أن نعمل على تفعيل التراث الفنى ضمن مناهج التربية الفنية بالتعلم العام من منطلق اعداد کوادر من المعلمين يتم إعدادهم فى  مجالات التربية الفنية المختلفة على کيفية  استلهام التراث الفنى والحرف الشعبية وتفعيلها ضمن برامج تدريسهم بالمدارس المختلفة عند تخرجهم من کلية التربية الأساسية قسم التربية الفنية، من منطق ومفهوم ترسيخ التواصل الفکرى والثقافى والحضارى بين معطيات الماضى وبناء المستقبل.

إن دولة الکويت مازلت سباقة إلى الأخذ بأسباب التطور والتقدم، بما يحقق الجودة الشاملة والنهوض بکل من الفرد والمجتمع، وتحقيقاً لهذا الاتجاه عقدت الهيئة العامة للتعليم التطبيقى والتدريب عدد من  المؤتمرات وورش العمل من اجل الدعم والتنمية البشرية، من خلال الإفادة من الفنون والحرف الشعبية وإطلاق دعوة لشباب الخريجين للتعرف على المشروعات الصغيرة والدور الذى يمکن أن تلعبه فى إطار کلا من التنمية الاقتصادية والبشرية، وذلک من خلال تحديث وتطوير مخرجات التعليم التطبيقى بکلية التربية الأساسية ومنها قسم التربية الفنية من خلال وضع تصور لتطوير وتحديث المناهج بالکلية على نظام الـ WIDS مع تفعيل دور التراث الشعبى بمقرراتها التعليمية.

 

تصور مقترح لتفعيل دور الفنون والحرف الشعبية ضمن مناهج تعليم الفنون بالقسم من وجهة نظر الباحث:

تعتبر الفنون والحرف الشعبية من أهم المداخل التعليمية التي تحقق أهداف التربية الفنية وتساعد على تنمية الاتجاهات الإيجابية. وهي ظاهرة صحية تدل على مدى وعي الشعوب ورقيها الحضارى. وسعيًا لتأکيد الهوية وإدراک القيم والعلاقات بين الماضي وتطلعات المستقبل. خاصة في ظل ظروف ومتغيرات عالمية سريعة ومتلاحقة لها آثارها المتباينة على مفاهيم وثقافة الشعوب.

 وفي هذا الجزء من البحث يسعي الباحث إلى القاء الضوء حول أهمية ودور الفنون والحرف الشعبية بدولة الکويت بما تحمله من دلالات وإشارات ظاهرة وباطنة تتخطي ظاهرة العمل الفني لتبرز للمشاهد قيمًا تشکيلية ومضامين وخبرات متراکمة والتي غالبًا ما تکون بالنسبة للمتلقى بمثابة المنسق الفکري والإيديولوجي لتنسيق الأفکار وتوظيفها، أنها دعوة للتأمل والقراءة الجيدة والتثقيف عن طريق الفن حيث يذکر "ماکفى Mcfee" أن الفن يعطينا صورة مرئية مثيرة لنقدم الثقافات من خلال التاريخ. کما تنتقل اجتماعيا بالاتصال المباشر والغير مباشر وتتجسد تدريجيًا في تقاليد الجماعة، وأن الفنون تساعد علي الإبقاء والحفاظ للثقافات (Mcfee, 1977, 38).

مما سبق نجد أن للفنون والحرف الشعبية دورها المؤثر في تشکيل الذوق العام. مما له من قيم ونظم ثقافية ولذا لابد من تحديد رسالة الفن ودورها في المجتمع أنها دعوة إلي المواطنة وتأکيد الذات وتفعيل دور الفنون والحرف الشعبية في تعلم الفن والتربية الفنية.

وفي ضوء تلک الدراسة يرى الباحث أهمية تفعيل دور التراث الفنى والحرف الشعبية الکويتية ضمن مناهج تعليم الفنون بالقسم، لإعداد المعلمين الأکفاء القادرين علي نقل الثقافة الفنية وربط التلاميذ بحضارتهم لتفعيل الهوية الثقافية لديهم. ولا يتم ذلک إلا من خلال ترسيخ دور التراث وفهم معطياته التربوية والمهارية لدي متعلمي الفن، حتى يکون هناک إرتباط بين التراث کأصالة فکرية وفنية ومهارية وبين المعاصرة، من حيث التعبير عن معطيات العصر الحديث ومستجداته علي الساحة الفنية.

 فالتربية الفنية تشتمل ضمن مقرراتها علي خمس مقررات فنية تطبيقية وهي تتوافق تمامًا مع ما تم ذکره من حرف وفنون شعبية من حيث المجالات وهي مجال أشغال المعادن، ومجال أشغال الخشب، ومجال أشغال الخزف، ومجال الأشغال الفنية والتوليف بين الخامات، ومجال التشکيل المجسم، وکلها مجالات تهتم بتعليم التقنيات والأساليب الأدائية لکل مجال ومدي ارتباطه بالتراث الثقافي البيئي والشعبي، من حيث الأصالة وربطه بالمستجدات الحديثة في مجال تعليم الفنون في ضوء الاتجاهات الحديثة ومدي ربطها بالمعطيات التعليمية في إنتاج کل مجال. حيث يرى الباحث أنه في ضوء توجيهات الکلية والقسم العلمي في تدعيم التوافق بين دراسة التراث وربطه من حيث المعطيات بالاتجاهات الحديثة الآن للجمع بين الأصالة والتجديد لربط الطلاب الدراسين بالبيئة والمجتمع والتراث الثقافي الفني الموروث وتدعيمه وتقديمه بصورة تتناسب ومعطيات العصر الحديث من حيث الشکل والمضمون.

وفي ضوء ذلک يرى الباحث أهمية تدعيم تلک المقررات الفنية التطبيقية بمعطيات التراث للاستلهام منه ودراسته للوقوف علي الأسس الفنية والتطبيقية له بحيث يکون هو محور الارتکاز الثقافي والفني عليه، ولکن تقديمه بصورة جديدة لتأصيل الهوية الثقافية البيئية للفنان.

 فقد اقترح الباحث أن تشتمل جميع المقررات الفنية التطبيقية بقسم التربية الفنية علي تقديم التراث الفني کمنطلق لتعليم تلک الفنون للطلاب، بحيث يتعرفون علي محتواها الفني والثقافي وأثرها علي البيئة عبر العصور والأزمان لربط الطالب بالتراث الفني له، والتعرف علي طرق صياغتها وصناعتها. فکل مجال من مجالات الفنون التطبيقية السابق ذکرها مواد اجبارية اساسية، ويتضمن کل مقرر علي مقررين طوال فترة الدراسة الأول وهي مقرر أساسي أما الآخر فهو مرتبط به ويعتبر مقرر اختياري إذا أراد الطالب زيادة الخبرات التعليمية فيه فيحصل عليه، وللطالب حق الاختيار في مقررين اختياريين فقط من الخمس مقررات اختيارية، بحيث يرجع اختياره لرغبات الطالب وميوله المهنية في ذلک المقرر.

 ومن هنا يرى الباحث أن تلک المقررات الإجبارية في مجالات تخصصية مختلفة تنمي لدي الطالب المهارات الکافية لتعينه في عملية القيام بالتدريس بعد التخرج، لهو من الأمور الهامة أن يرتبط التراث الثقافي الحضاري بتلک المقررات لترسيخ الهوية الثقافية البيئية التابع لها متعلمي تلک المجالات والتعرف علي جذورها التاريخية وربطها بالمعطيات الثقافية في تلک الفترة، حتي يکون هناک اتصال وتواصل فکري وثقافي وبيئي بين الطالب وتراثه الحضاري الفني.

وبذلک يرى الباحث تدعيم تلک المقررات التطبيقية ببعض المفاهيم المصاحبة لتلک المجالات وربطها بثقافة وبيئة وتراث المجتمع في ضوء ما يقترحه الباحث من تحديث مناهج التربية الفنية في المستقبل. ويقدم الباحث نموذج مقترح لأحد تلک المجالات الفنية التطبيقية کمنطلق لبقية المواد وهذا المقرر هو "الأشغال الفنية" بحيث يمکن تطبيقه مستقبلا مع بقية المواد الخمس السابق ذکرها بحيث يطبق المقرر على نظام الـ "WIDS". وفيما يلي ذلک النموذج المقترح من قبل الباحث علي النحو التالي، الذي يهتم بتفعيل دور التراث في بناء مناهج تعليم الفنون والمجالات التطبيعية الأساسية بقسم التربية الفنية.

الإطار العام للمقرر

الکلية                     : کلية التربية الأساسية

القسم العلمى        : قسم التربية الفنية

البرنامج                 : بکالوريوس

المستوي العلمي      : الأشغال الفنية والتراث الشعبي

رقم المقرر                : ت.ف 161

عدد الوحدات         : 3

عدد الساعات الاسبوعية (5)   الساعات النظرية (1)   الساعات العلمية (4)

متطلب مسبق        : أسس التصميم (1)

متطلب متزامن      : × × ×

فريق تطوير المقرر  :

طريقة التدريس

طرق التدريس

عدد الساعات الأسبوعية

محاضرة

1

تطبيقي

4

الفئة الطلابية المستهدفة

- طلاب وطالبات قسم التربية الفنية

توصيف المقرر

يتناول المقرر بالدراسة القيم الجمالية والتقنية في التراث الفني العربى الشعبي والتي تؤسس مداخل تشکيلية قابلة للتحول والتجديد لتصميم وتنفيذ مشغولات فنية معاصرة.

أهداف المقرر

  1. التعرف علي الأسس البنائية والتقنية للمشغولات الفنية بالتراث العربي الأسلامي القائمة على الخامات البيئية المختلفة مثل الجلود والأقمشة والخوص وسعف النخيل وغيرها من الخامات المختلفة.
  2. تصميم وتنفيذ مشغولات فنية معاصرة من "الجلود والأقمشة وبقايا الخامات البيئية" تتخذ من الموروث التشکيلي الفني منطلقًا للإبداع.
  3. طرح مبادئ قراءة جديدة للمشغولة الفنية في التراث العربي الشعبي تقف علي عناصر التغير والثبات فيها.
  4. تنمية القدرة علي التوافق والتکيف تجاه ثقافة المجتمع بما يحقق التوازن النفسي والتوافق مع متغيرات العصر.

المراجع المقررة للطالب

  • محمد حسين جودى: الرسم والأشغال اليدوية (2001) (الأردن، دار المسيرة للنشر والتوزيع).
  • هاني إبراهيم جابر: الفنون الشعبية (1977) بين الواقع المستقبل ـ (القاهرة) الهيئة المصرية للکتاب.

الأدوات والمستلزمات المطلوبة

  1. أنواع مختلفة من الخامات "جلود طبيعية وبقايا الخامات البيئة مثل ـ قماش مختلف الملمس" خيوط ـ أبر خياطة ـ خرز وبقايا خامات وحليات ـ جلود صناعية.
  2. أدوات قص وخياطة ولصق ـ آلات حرق کهربائية.
  3. صبغات ملونة، نباتية، کيميائية، أوراق تذهيب ملونة حرارية، باردة.

 

المخرجات التعليمية

مخرجات التعليم العامة علي مستوي الکلية:

1. الإعداد الأکاديمي والمهني للطلبة والطالبات وفق المعايير العامة لمهنة التدريس في المراحل التعليمية المختلفة والقدرة على العمل في أي مؤسسة ذات طابع تقني فني تشکيلي بفاعلية تامة.

2. تحقيق دور الکلية في تنمية الوعي الثقافي الفني في المجتمع من خلال إقامة الندوات والمحاضرات وورش العمل الفنية والعلمية والحلقات الدراسية والمؤتمرات سواء کانت منفردة أو مشترکة مع المؤسسات ذات العلاقة.

3. تنمية العلاقة العلمية مع الکليات المناظرة في الدول العربية والأجنبية ومراکز البحوث في الهيئات والمنظمات العربية والإقليمية والدولية ذات العلاقة.

مخرجات البرنامج علي مستوي القسم العلمي

إعداد الدارسين في قسم التربية الفنية إعدادًا أکاديميًا وفنيًا لتوظيف قيم وأسس وأصول التربية الفنية استنادًا إلي التراث الشعبي کمدخل بمجالاته المختلفة والنوعية، اعتمادًا علي المعلومات والمفاهيم الخاصة بالتربية عن طريق الفن وعلي المهارة اللازمة والضرورية للقيام بوظيفة معلم لمادة التربية الفنية مع استخدام التکنولوجيا الحديثة في عمليات التعلم.

القدرات الأساسية علي مستوي المقرر:

  1. إدراک الصفات البصرية والتشکيلية للخامة (جلود، أقمشة، خامات بيئية مختلفة) في التراث العربي للوقوف علي مدي طواعيتها ومرونتها في التشکيل.
  2. استيعاب الأساليب التقنية والعمليات الخاصة بتشکيل خامة (الجلود والأقمشة والتوليف بينها وبين الخامات البيئية) من خلال التجريب.
  3. التعرف علي عناصر التغير والتحول في المشغولة الفنية الحرفية بالتراث الشعبي العربي.
  4. إنتاج مشغولة فنية قائمة علي خامة (الجلود، الأقمشة وبقايا الخامات البيئية) تحقق مفهوم الأصالة والمعاصرة.

المعايير الخارجية أو (مصادر المعايير الخارجية إن وجد):

تتحدد المعايير لقسم التربية الفنية وفقًا لمعايير الکليات المناظرة والأقسام المناظرة علي المستويين العربي والأجنبي جامعة حلوان کلية التربية الفنية، جامعة الملک سعود قسم التربية الفنية کلية التربية قسم التربية الفنية جامعة قطر.

 

الکفايات : (عدد الکفايات في المقرر تعتمد علي المعلومات والخبرات العلمية والمدة الزمنية المقررة لتدريسه)

الکفاية الأولي: إدراک الخصائص الجمالية والبنائية للمشغولة الحرفية في التراث الشعبي العربي الإسلامى

الأهداف التعليمية للکفاية الأولى (ماذا سيتعلم الطالب حتي يحقق الکفاية)

1. تحليل نماذج مختارة من المشغولات الفنية قائمة على خامة (الجلد، الأقمشة، بقايا الخامات البيئية) للوقوف علي الأسس الإنشائية للحيز الفني.

2. کتابة التقارير والبحوث الفنية ومناقشتها للوقوف علي الخصائص الجمالية والتقنية في التراث الشعبي العربي والإسلامي.

3. التحقق من العلاقة بين الشکل والوظيفة والتقنية بالملاحظة من خلال الإحالة للمتاحف والمراجع المتخصصة.

الکفاية الثانية: التعرف علي أهم التيارات والاتجاهات الفنية المعاصرة التي تتخذ من الموروث الفني الشعبي منطلقًا لعملية الإبداع.

  1. تحديد مفهوم المعاصرة والتحديث في المشغولة الفنية وربطها بالتراث الشعبي العربي الإسلامى.
  2. الوقوف علي دلالات التعبير في المشغولات الحرفية التراثية باعتبارها منظومة من العلامات الدالة المجازية القابلة للتأويل في صورة جديدة.
  3. رصد اتجاهات الحداثة وفيما بعدها في عملية التشکيل للخامات وتأثيرها علي المشغولة التراثية الفنية المعاصرة.

الکفاية الثالثة: الفهم للعلاقة بين الشکل والمضمون والتقنية في المشغولة الفنية في إطار الوظائف المستحدثة.

  1. يحدد تأثير الدلالة التعبيرية على القيم الجمالية وعناصر التشکيل في المشغولة الفنية.
  2. يلاحظ تأثير الوظيفة علي الصياغة الفنية والتقنية للخامة.
  3. يدرک تأثير الخامة علي الصياغة الفنية والتقنية للمشغولة الفنية.

الکفاية الرابعة: يکتسب المتعلم المهارات الأدائية والتقنية لتشکيل خامة الجلود الطبيعية والتوليف بينها وبين بقايا الخامات البيئية.

  1. عمليات تجريبية لتلوين الجلود وتظليلها بالصبغات والتمويه برقائق ورق الذهب.
  2. عمليات تجريبية لأسلوب الرسم علي الجلد بواسطة ماکينة الحرق والتوليف بينها وبين بقايا الخامات البيئية.
  3. عمليات تجريبية لأسلوب التفريغ والتطعيم والتدکيک بالسيور الجلدية.

الکفاية الخامسة: يکتسب المتعلم المهارات الأدائية والتقنية لتشکيل خامة القماش المنسوج.

  1. عمليات تجريبية للتمکن من الغرز الأساسية لحياکة الأقمشة کأجزاء مجمعة مع مجموعات خامات بيئية أخرى.
  2. عمليات تجريبية لتقنيات أثراء سطح القماش في المشغولة الفنية، بالخرز، والحليات المصنعة.. إلخ.
  3. عمليات تجريبية لتحولات الأشکال وتکيفها لتتناسب مع طبيعة الخامة والتقنية.

الکفاية السادسة: القدرة علي إنتاج مشغولة فنية معاصرة تتخذ من خامة "الجلد أو الخامات البيئية المختلفة والأقمشة" کوسائط للتعبير.

  1. التعرف علي أنواع الخامات (الجلود ـ الأقمشة) وخصائصها البصرية کوسائط لتشکيل المشغولة الفنية.
  2. تصميم وتنفيذ مشغولة فنية ثلاثية الأبعاد تتخذ من خامة "الجلود أو الأقمشة" وسائط للتعبير.
  3. التمکن من المهارات الحرکية والأدائية للعدد والأدوات المرتبطة بتنفيذ وتشکيل المشغولة الفنية.

أساليب التقييم

طرق التقييم

النسبة المئوية

ممارسات فنية تطبيقية

30%

مشروع فني

20%

ورقة  بحث

10%

الاختبار النهائي

40%

المجموع

100%

مقترحات وتوصيات:

يقدم الباحث مجموعة من المقترحات والتوصيات التى يمکن أن تساهم فى المحافظة على التراث الشعبى الکويتى وتنميته بما يواکب احتياجات المجتمع والتقدم العلمى والتکنولوجى.

  • أولاً: الإفادة من تجارب العديد من الشعوب فى تنمية وتطوير الفنون والحرف الشعبية والوصول بها من الإطار المحلى إلى الإطار العالمى مثل التجربة الصينية والهندية ـ المصرية ـ الولايات المتحدة الأمريکية... الخ.
  • ثانياً: تفعيل دور الحرف والفنون الشعبية ضمن تحديث مقررات ومناهج تعليم الفنون بالقسم، للربط بين الأصالة التراثية والمعاصرة فى الفنون.
  • ثالثاً: يوصى الباحث بأهمية توفير المعلومات عن الأنشطة الفنية الحرفية التى يمکن أن تدخل فى إطار التنمية الشاملة. کذلک توفير وتوظيف کلا من  العلم والتکنولوجيا فى تحقيق الأفکار وتنفيذ المشروعات فى إطار احتياجات المجتمع.
  • رابعاً: إطلاق المؤتمرات والندوات والمشروعات البحثية بهدف التبصير والتثقيف بأهمية ودور الفنون والحرف الشعبية.
  • خامساً: أهمية قيام الحضانات وورش العمل التي تهتم بالفنون والحرف الشعبية من قبل الجهات المختصة والمهتمين بهذا الشأن وإقامة المعارض والمنافذ الخاصة بالتجارة والتوزيع وعرض الأفکار.
  • سادساً: تهيئة سبل تطوير المناهج الدراسية للتربية الفنية من خلال استثمار تجارب وخبرات الآباء والأجداد من مبدعين ومفکرين وحرفيين ... الخ.
  • سابعاً: خلق فرص عمل من خلال تقديم العون والمساعدات الفنية والتقنية للخريجين وتشجيعهم على إقامة المشروعات والانتقال بها من مرحلة الممارسة والإبداع إلى مرحلة التسويق وتحقيق احتياجات المجتمع.
  • ثامناً:  الاهتمام باستلهام معطيات التراث الفني ضمن الأعمال الفنية المعاصرة لإبراز الهوية الثقافية العربية.

 

 

       
 

شکل رقم ( 2 )

 
 

شکل رقم ( 1 )

 
 

 

 

 

       
 

شکل رقم ( 4 )

 
   

شکل رقم ( 3 )

 
 

 

 

 

       
 

شکل رقم ( 6 )

 
   

شکل رقم ( 5 )

 
 

 

 

 

شکل رقم ( 7 )

 

 

 

    

       
 

شکل رقم ( 8 - ب )

 
   

شکل رقم ( 8- أ )

 

 

 

   

       
   

شکل رقم ( 9 )

 
 

شکل رقم ( 10 )

 
 

 

 

   

       
 

شکل رقم ( 12 )

 
 

شکل رقم ( 11 )

 
 

 

 

 

 
 

شکل رقم ( 13 )

 

 

  1. المراجع

    المراجع العربية:

    1. الألفي، أبو صالح، 1978، الفن الإسلامي، أصولة، فلسفته، مدارسة، القاهرة، دار المعارف. ط1.
    2. الباطني، بزه، 1993، رعاية الحرف والصناعات التقليدية في الکويت، محاضرة، ندوة الحرف والصناعات التقليدية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاستثمار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، المنامة، البحرين.
    3. الباطني، بزه، 1997، الحرف الشعبية والصناعات التقليدية في الکويت، بحث منشور، الکويت، دار سعاد الصباح، موسوعة الثقافة في الکويت منذ بدايتها حتي الآن.
    4. البسيوني، محمود، 1991، الثقافة الفنية والتربية، القاهرة، دار المعارف المصرية. ط3.
    5. الترکي، يوسف، 2001، لمحات من ماضي الکويت، الکويت، منتدي الکويت وزارة الإعلام.
    6. جمال، محمد، 1998، الحرف والمهن والأنشطة التجارية القديمة بدولة الکويت، الکويت، مرکز البحوث والدراسات الکويتية.
    7. جودي، محمد حسين، 1996، الرسم والأشغال اليدوية، الأردن، دار المسيرة للنشر والتوزيع. ط1.
    8. حسين، أيوب، 1972، مع ذکرياتنا الکويتية، الکويت، مطبعة وزارة الإعلام، الطبعة الأولي.
    9. الخادم، سعد، 1971، معالم من فنون الشعبية، القاهرة، دار المعارف، ط2.
    10. السيد، هيام، 1425هـ، الفن الشعبي، (http://www.islamonline.net).
    11. الصياح، الشيخة الطاف، 2003، تقاليد .. قراءات في الثقافة والفنون التقليدية بالکويت، الکويت، جمعية السدو التعاونية الحرفية.
    12. العريفي، صالح، 1985، التنمية الاقتصادية والتراث الثقافي المادى لدول الخليج العربية، الدوحة، قطر، مرکز التراث الشعبي.
    13. العلي، الطاف سالم، 1982، نشرة بيت السدو، الکويت، الطبعة الثانية.
    14. محمد، عاطف غيث، 1993، قاموس علم الاجتماع، الإسکندرية، دار المعرفة الجامعية. ط1.
    15. المغربي، سلوي، 2004 , الحلي قديمًا في الکويت، الکويت، مرکز البحوث والدراسات الکويتية.
    16. وزارة الإعلام ، 2005، المهن والحرف الکويتية (الکويت)، إدارة التصوير الفوتوغرافي.
    17. اليحيي، هند، 1997، حرف تقليدية کويتية خليجية مشترکة، الکويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إدارة الآثار والمتاحف، متحف الکويت الوطني، قطاع الثقافة.
    18. يوسف، عبد الوقات، 1996، الطفل العربي والفن الشعبي، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية.

    المراجع الأجنبية

    1- Bowman, Paddy; Zeitlin, Steve, (1993): Folk Arts in the classroom. Areport from the National Round Table on folk arts in the classroom Washington, D.C., May.

    2- Nevinskas, Nancy, (1991): American Folk Art in the classroom arts, vo. 90 No 6, Feb.

    3- www, Kuwait_history.net, 2003. منتدى تاريخ الکويت

    4-Mcfee and R. Degge, (1977): Art Culture and Environment, Belmont, California, wads worth publishing company.