منهج أبى على الفارسي (ت377ه) في تحليل أبياته المشکلة في ضوء نظرية نحو النص الحديثة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد..
فاللغة العربية من اللغات العريقة المنبت، الواسعة الأفق، اتسعت فأحاطت بأبعد انطلاقات الفکر، وارتفعت حتى صعدت أرقى اختلاجات النفس، وقد زادتها مرونتها تفاعلا ونماء وقدرة على النهوض بتبعاتها الحضارية عبر التطور الذي تعيشه الإنسانية في مسيرتها منهجًا وفکرًا على السواء ، وکان لها عبر الزمن الأصالة المتجددة والميزات المطواعة المتطورة .
وقد عُلم أنه لا يمکن أن يتقدم بحث مع غياب منهجي، وأنه ليس من عيب فى أن ينتفع الباحثون والعلماء بما بين أيديهم من المناهج والعلوم التي يدرسونها ولا في أن يصطنعوا في تفکيرهم النمط المألوف في زمنهم ، فإن للتفکير فى کل زمان مناهج متبعة ومبادئ مسلمة ، قد لا يخلص منها إلا من تعلق بوحي ، وإذا نحن جهلناها لم نستطع أن نقدر منشأ کل رأى وغايته ومتسرب الخطأ إليه أو إحاطة الصواب به شريطة أن تکون هذه المناهج  معينة على إخراج ما في تراثنا من کنوز ولآلئ ،وألا نقلب له ظهر المجنّ دون سند من دليل أو برهان.
فجاءت هذه الدراسة لا لتجتث نظريات نحو النص من أصولها ولا لترد على أحد ولکن لتفيد منها و لتدلل ضمنا على استيفاء ما ذکروه من معايير نحو النص قبل ميلاده بألف عام دفاعا عن أجدادنا وقد صاروا في أجداثهم لا يملکون الدفاع عن أنفسهم.
و لقد کان أبو على الفارسي( ت377ه) في المائة الرابعة وبين علمائها کما کان سيبويه فى المائة الثانية وبين علمائها مثلا عاليًا للغزارة العلمية الدافقة ، والقدرة الذهنية الفائقة على التبويب والتصنيف، وکان کلاهما حلقة وضاءة باهرة فى سلسلة الثقافة العربية الخالدة، وصلت الخلف بالسلف، وحملت علم الأولين للآخرين.
وکان لأبى على – رحمه الله- عناية خاصة بالأبيات المشکلات حتى حملت ثلاثة من مؤلفاته هذا الاسم والحقيقة أن أبا على لم يتناول فى مسائله المختلفة- التي لم تحمل اسم الإشکال - المسائل العامة الواضحات بل تناول المشکلات من المبنيات والمبهمات وحروف المعاني، ثم أخذ فى معالجتها مبينًا أسرارها بالتحليل مرة و بالتعليل أخرى، فأحببت أن أقف على المنهج الذي صدر عنه والظواهر التي ترددت فى کثرة دعت إلى التسجيل والتقييد.

الكلمات الرئيسية