القلانسى حياته وآراؤه الکلامية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية المساعد بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة جامعة الأزهر

المستخلص

إن تاريخنا الإسلامى زاخر بجيوش من أعلامه الذين کانوا مصابيح الدجى فى ليل بهيم، ونجوم الهدى فى ظلمات بحر لجِّىّ، استطاعوا أن يأخذا بيد الناس الى  سُفُن العلم والمعرفة، ليصلوا بهم الى بر النجاة من الشبهات والآراء المنحرفة عن هدى الإسلام، فسنوا لهم طريق الهدى، وسبيل النجاة، غير أن کثيراً من اولئک العلماء لم يزل فى طى الغفلة والنسيان.
وکان من هؤلاء الأعلام الأوائل: الإمام ابو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن خالد القلانسي المتوفى فى العُشْر الثانى من القرن الرابع الهجرى، ورغم ما لهذا الرجل من منزلة عالية، وأثر فکرى ممتد، إلا أن الشئ العجيب المحيِّر أن المصادر لم تمدنا إلا بالقليل النادر عنه، وقد حاولت أن أطوع تلک المادة القليلة لرسم صورة کلية لحياة القلانسي، وبيان آرائه الکلامية، وسميت هذا البحث:(القلانسي حياته وآراؤه الکلامية)، وقد مهدت له بعد تلک المقدمة التى بين يديک بتمهيد تحدثت فيه عن: مدرسة ابن کلاب وأعلامها وأقسامها وأثرها بإيجاز؛ باعتبار أن القلانسي أحد أعلام تلک المدرسة التى کان لها أثرها الکبير فى الفکر الکلامى عامة، والأشعرى خاصة، ثم قسمته بعد ذلک الى فصلين:
الفصل الأول:  فى حياة القلانسي.
الفصل الثانى:  فى الآراء الکلامية.
وقد کنت طوال فترة رحلتى مع القلانسي أتحرک مقيداً فى ظل مادة قليلة، لکن الله تعالى يسر تطويعها بطريقة تضئ طريق السالک الى کهف القلانسي، فيخرج منه مسرورا بما يراه من أسرار حياته وآرائه، بفضل الله تعالى، وحين شرعت فى التفکير فى هذا البحث نازعنى نفسي بين والخوف والرجاء فظللت فترة بين الاقدام والاحجام، حتى يسر الله الإقدام عليه، وشرح الصدر إليه ، فسررت بالشروع والعمل فيه، فيسره الله تعالى على هذا: الکم، والکيف الذي بين يديک، وحقاً ما کنت أتصور أننى سأصل الى هذا فى دراستى للقلانسى، لکن الله تعالى إذا أراد أمراً هيئ له الأسباب. فسبحان الله العظيم الغالب على أمره.
وإنى لأرجوا الله تعالى أن ينفع به الناظرين فيه، وأن يجعله فى ميزان حسناتى يوم القيامة، وألّا يحرمنى نصيبى من الدنيا فيه بمحض فضله وجوده وکرمه.
الحمد لله رب العالمين على ما يَسَّـرَ وهـدَى وأعَـانَ وأَوْلَى
 وصل اللهم بجمالک وجلالک على زين عبادک وأشرف عبَّادک سيد العرب والعجم، وإمام طيبة والحرم، ومنبع العلم والحلم والحکمة والحکم.
أبى القاسم سيدنا وحبيبنا وشفيعنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. وأرزقنا کمالَ المتابعةِ له أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وقولاً وعبادةً، وعملاً صالحاً فى سلامة وعافية برحمتک يا أرحم الراحمين.